مينا السوهاجى المدير العام للمنتدى
عدد الرسائل : 3977 العمر : 38 السٌّمعَة : 37 نقاط : 2104 تاريخ التسجيل : 18/10/2008
ميمو نت ميمو نت اجمل الاوقات: (0/0)
| موضوع: الجزء(14)من بحث تدبير الخلاص والتجسد الالهى الأربعاء مارس 11, 2009 3:07 am | |
| 8-لماذا التجسد :
لماذا التجسد البشرى بالذات :
وسال واحد قائلا لماذا لم يظهر الله بواسطه اجزاء اخرى من الخليقه اشرف واسمى كالشمس او القمر او الكواكب بدلا من مجرد انسان ؟ فليلعم ان الرب لم يات لكى يتظاهر ويتباهى بل ليشفى الانسان الواقع تحت الالام ويعلمه ويرشدهومن يطلب ان يشفى ويرشد لايكتفى بمجرد الظهور بل يقدم نفسه لمساعده المحتاجين كما انه يظهر فى الشكل الذى يحتملونه دون ان ينزعجوا الامر الثانى ان الانسان وحده هو الذى اخطا دون سائر المخلوقاتفالشمس والقمر وكل الخليقه عرفت الكلمه صانعها وضابطها وهى باقيه كما خلقت اما البشر وحدهم فقد رفضوا الصلاح واخترعوا الشر ولم يريدوا ان يروا اعمال الله فى الكون لذلك جاء واظهر لهم ذاته كاانسان فى الدائره التى حصروا انفسهم فيها (1)
ونكمل ونقول لماذا التجسد الالهى
1-محبه الله غير المحدوده : ديع ومتواضه
فنحن اللذين خلقنا الله على صورته ونحن اللذين اخضع كل شى لنا نحن الذين اوجدنا من العدم لكى نتمتع بالحياه والسعاده نحن اللذين خلقنا وجبلنا وصنعنا لمجده نحن جبله وصنعه يديه كيف لايحينا كيف لا يهتم بنا كيف يتركنا فى يد الموت يتسلط علينا اذن حب الله دفعه ان ياتى الينا على الارض
2- انقاذ الجنس البشرى من الموت :
فظهور الله على الارض لايقتصر على وجوده بينا بل يتعدى الى انقاذ نا من الموت
3-درس فى حياه الاتضاع :
كما اراد الله ان يرى الانسان كيف هو وديعا متواضعا فطالما انه بعيدا عنا فنحن لانعرف صفاته الا التى سمعنا عنها مثل القوة والعظمه والجبروت ولكن الله لكى يجعلنا نختبر ونشاهد وداعته وتواضعه ومحبته ترك السماء ونزل الينا على الارض وسلك فيها وديعا متواضعا حتى يعرف الناس كما انه عظيم وجبار فهو محب ورحيم ايضا فهو الذى اخلى نفسه اخذا صوره العبد ليتعلمى بنى ادم الذى كان يريد مخالفه الوصيه ان يصير كالله كما افهمه ابليس فجاء الله ليريه ماهى صفاته وداعه وتواضع لذا فهو الذى يقول تعلموا منى لانى وديع ومتواضع القلبفتجدوا راحه لنفوسكم (2)
4- يعلمنا التجسد ان الله يعتنى بالارض التى خلقها :
ان كوكب الارض على درجه من الاهميه حتى تتطبع عليه قدم الله الذى صار بنفسه جسدا وصار كائنا ماديا محسوسا كانت توجد ايام المسيح فالجسد شرير اما فى المسيحيه فان الله بذاته اخذ جسدا وبهذا قدس وكرس ليس فقط الجسد البشرى بل ايضا العالم المادىبااسره ان حقيقه ان الله قد اتى داخل حياتنا الطبيعيه والبشريه تعنى ان الله يهتم بنا
5-التجسد ليس هو مجرد حدث فى الماضى :
الذى هو ميلاد يسوع فى بيت لحم فان ديانتنا تصبح اذن ديانه اثريه التجسد هو اكثر من مجرد التعيد لحادثه تاريخيه يسوع نفسه الذى اتى الى بيت لحم ياتى اليوم لاى انسان يقبله بالايمان انه ياتينا فى القداس ونحن ننظره هناك
6-يعلمنا التجسد ان الله معانا :
انه ارسل ابنه الى العالم ليرينا انه معنا ويجب ان نعلم ان الله دائما ومعنا وبرهان ذلك انه وهبنا ابنه الوحيد (3)
7-تجسد ليعلمنى :
مااعظم محبه الله ومااغلى الانسان عند الله فالرب فى علياء سمائه تسجد له الملائكه وروساء الملائكه مكتفى بذاته الالهيه ولي فى حاجه الى احد يحركه الحب الالهى غير المحدود والتدبير الالهى المعروف لديه منذ الازل ومنذ سقوط الانسان لكى يتنازل لديه ويتجسد ليخلصنا من خطايانا ومن حكم الموت الذى سقطنا نحن فيه وليس حب دون تنازل ولا حب دون فداء لهذا تجسد الرب لااجلى متجسدا من ام النور العدراء الطهور كيما يعلمنا ويشرح لنا الاسرار الالوهيه واعماق الملكوت وابعاد التدبير الالهى فتجسد الرب يسوع كان لتعليمنا وارشادانا والاخذ بيدينا من طين الارض الى ميراث الخلود ومن شرور هذا الزمان الى عالم القداسه والقديسين
8- تجسد ليفدينى:
كان الهدف الاول من التجسد هو التعليم ولكن التعليم لا يكتمل الا باقدوه والقدوه لاتكتمل الا بالحب والحب لايكتمل الا بالفداء وهكذا كان الفداء اولا يبين محبه الله وعدله الحب الالهى غير محدود ولكن العدل الالهى ايضا غير محدود ولايمكن للرب ان يكون الالهه حبه وعادل وعدله ومحبته ولانستطيع ان نهتم ونتقبل احدى كمالات الله دون ان نهتم ونتقبل كمالاتهلا الاخرى ذلك لان البعض يريدون من الله ان يكون محبا ويستكترون عليه ان يكون عادلا وهذا خطا جسيم سببه تغليب العقل والاحساس الشخصى على علم اللاهوت
والفكر الفردى على فكر الاباء:
1- تغليب العاطفه على العقل :
فالذين ينادون بالمحبه الالهيه دون العدل الالهى انما يتحركون وفق مشاعرهم وعواطفهم الانسانيه دون ان يعملوا عقلهم وضميرهم فالله المحب يستحيل الا يكون عادلا والمحبه بغير عدل هى محبه مفسده اذ تصل الى حد التدليل دون التهذيب والتربيه
2- تغليب الاحساس الشخصى على علم الاهوت :
فالذين ينادون بمحبه الله الخاليه من العداله انما يغلبون احساسهم الشخصى على علم الاهوت الذى جاهد فى سبيله الاف الكتاب ان علم الاهوت بفروعه المتعدده انما يوكد لنا صفات الله سواء تلك الصفات الخاصه التى لايشترك فيها مع احد مثل كونه غير المحدود والقادر على كل شى والمالى كل مكان فالبشر ايضا محبون وعادلون وحكماء ولكن بطريقه نسبيه وليس بطريقه مطلقه نهائيه كالله فهو المحبه غير المحدوده والعدل المطلق والحكمه اللانهائيه وبغير معونه من الله وعمل نعمته المخلصه ماكان للانسان ان يشترك فى هذه الصفات الالهيه العامه
3- تغليب الفكر الفردى على فكر الاباء :
فالفكر الفردى كثيرا مايخطى وليس لاااحد فى الكنيسه ان يفكر بطريقه فرديه ويصل الى استناجات شخصيه دون الرجوع الى فكر الاباء فالمسيحيه لم تبداء بنا ولم تبدا باانسان واحد ولكنها بدات بكتبات الرسل المرتشده بالروح القدس واستمرت هكذا جماعيه من تكوينها فى قيادته الالهيه ولعلنا نذكر ان كل الهرطقات نبعت من فكر فردى من مانى الى اريوس الى مقدونيوس الى نسطور الى اوطاخى
9- تجسد لااتحد به:
انها عطيه الهيه مذهله ولكنها معجزه النعمه فى المسيحيه التى حققت وعد الله فى العهد القديم انا قلت انكم الهه وبنو العلى كلكم وهذا ماقصده الرب يسوع حينما كان فى الجسد هنا معنا على الارض نكشف جذور فكر القديس اثناسيوس الرسوالى حول مادعاه تاليه الانسان او فى قوله المشهور اخذ الذى لنا واعطانا الذى له فالقديس لايقصد بالطبع اننا تحولنا الى الهه بل يقصد اننا بالتجسد والخلاص سنصير شركاء الطبيعه الالهيه بمعنى ان روح الله القدوس يعمل فينا بطاقاته ومواهبه الالهيه غير المخلوقه ليقدس كياننا الانسانى بعمل الهى فائق على الطبيعه ومستحيل لدى الانسان ان التجسد الالهى هو سر التقوى الانسانيه عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد بمعنى ان لولا التجسد مااستطاع الانسان ان يخلص ويعيش حياه التقوى فالتجسد سوف يعلمنا كل شى عن الله وحياه الروح ومن خلاله سوف يفدينا الرب بدمه الطاهر الكريم وصولا الى شركه وموهبه وعطيه الروح القدس والعمل التطهيرى والتقديسى للروح ان نلبس الجسد النورانى ونرفع الى سماء المجد ونحيا حياه ابديه فى الملكوت السعيد بين يدى الله وفى عشره ملائكته وقديسيه (4)
(1)القمص متياس فريد ,التجسد عند القديس اثناسيوس ,مجله رساله الشباب الكنسى ,الرساله رقم 38,1988,(ص.19) (2)جرجس صبحى المنياوى.سامى زكريا ,والكلمه صار جسدا , مرجع سابق ,(ص.ص18:15) (3)الاب انتونى ,نبذات هادفه للشباب لماذا التجسد (16),الطبعه الاولى ,ديسمبر 2005 (4)الاسقف العام الانبا موسى ,تجسد لاجلى ,الطبعه الاولى ,يناير 1997,ص.ص 35:7 | |
|