مينا السوهاجى المدير العام للمنتدى
عدد الرسائل : 3977 العمر : 38 السٌّمعَة : 37 نقاط : 2104 تاريخ التسجيل : 18/10/2008
ميمو نت ميمو نت اجمل الاوقات: (0/0)
| موضوع: ما بين الواحد والثالوث - تابع شرح الثالوث من منطلق الخلاص والتدبير الإلهي (4) الأربعاء مارس 11, 2009 2:54 am | |
|
(4) بعض الصعوبات التي تقف ضد فهم الإنسان للثالوث القدوس ؟
كثرين يتهمونا - كشهود يهوة - بأننا نعبد ثلاثة والله هو واحد ليس له ثاني !!! وكثيرين - من الهراطقة والطوائف الحديثة - قالوا أن الله واحد ظهر في العهد القديم بصورة الآب والعهد الجديد بصورة الابن وبعد الصعود ظهر مرة أخرى بصورة الروح القدس !!! وبناء على ذلك فهو الواحد وليس له ثانٍ ولا ثالث هذا كفر وإلحاد !!! في الحقيقة أن قلنا أن الله واحد حسب ما عرفنا عن معنى الواحد والمتعدد ، جعلناه الواحد العددي الذي يُعد ، وان قلنا على هذا النمط أنه ثلاثة ، سجلنا بذلك رقم 3 ، وأصبحنا نعدّ الله على حساب الأرقام التي يعرفها العقل ... وبذلك أصبح الله لدينا محصل رقمي ما بين الواحد والثلاثة ، وكلاهما خاطئ جداً ، لأن الله لا ينطبق عليه العد ما بين واحد وثلاثة ...فأن كان الله واحد عددياً ، أو ثالوث عددي ، أصبحت المحصلة جمع 1 + 1 + 1 = 3 ؛ أو 1 مضروب في واحد = 1لذلك أن وضعنا الله الواحد العددي فهو يخضع لكل قانون الواحد من جهة الفكر البشري بإدراك معرفته ، لأن من هنا ننطلق من المفهوم الوحدة عند الإنسان لنطبقها على الله القدوس ، وهذا يستحيل ، وبالطبع إن وضعناه في صورة 3 عددياً ، سيصبح خاضع لقانون العدد ، وبالتالي سنضع الله القدوس تحت مبدأ أول وثاني وثالث فيه !!! كما نرى عند الكثيرين ، حينما يقولون على الآب أنه أقنوم أول والأقنوم الثاني على الابن والأقنوم الثالث على الروح القدس !!! ( وقد أوضحنا المعنى في الجزء السابق )نحن كمسيحيين أن قلنا أن الله مثلّث الأقانيم ، وإذا قلنا أنه واحد في الجوهر ، فهذا ليس معناه ، على الإطلاق، أنه هو ثلاثة و أنه واحد... فليس الله ثلاثة بالمعنى العددي ...العدد لا علاقة له بالله على الإطلاق بل هو منوط بالإنسان وحده ...لا يستطيع الإنسان إلا أن يعدّ كل ما هو محسوس زمني فقط ...فالله لا يُعدّ أبداً لأن من عدَّه فقد حَدّه ...بناء على هذا الكلام هل نحن نعبد ثلاثة آلهة !!!فالجواب على ذلك هو أننا لا نعدّ الله ثلاثة ، فحينما نقول الله ثالوث قدوس مساوي في الجوهر ، فليس هذا عدًّا...فنحن لا نقول أن الله ثلاثة عددياً أحدهم اسمه الآب وأحدهم اسمه الابن وأحدهم اسمه الروح القدس...فإن كان الله واحداً وأنا وأنت نعدّه واحداً بالمعنى الرقمي فهذا كأننا نعدّه ثلاثة وأربعة وعشرين ... الخ ...لأننا في الواقع إذا أعددنا الله واحد معنى هذا أننا قمنا بتحديده بالواحد... فالله لا يُحَدّ... فواحد ليس أقل من ثلاثة...إذاً كان ثلاثة عددًا فواحد عدد أيضاً ...الله ليس واحدًا إذا قصدنا بهذا أنه ليس أثنين...الله هو واحد فعلاً ( ليس على المستوى الرقمي الذي يستنتجه العقل من كلمة واحد ) ، هكذا قال عن نفسه وأعلن أنه واحد ، وهذا يعني أني لا أعرفه عقليا ولا يمكن أن أعرفه عقليا حسب مبدأ العدد ، ولكن هكذا كشفه هو عن نفسه لنا ، أي استعلانه الخاص للإنسان ...فأنا أستطيع – فقط – بالاتصال الروحي بالله ومن خلال إعلانه هو عن نفسه وليس حسب قانوني الخاص البشري ومفهومي الخاص أن أعرفه ـ بل من خلال الصلاة ، بخبرة القديسين وخبرة الجماعة أن أرى فعلاً بروحه القدوس كيف هو ثالوث ، وكيف هو واحد في آن واحد ، دون خلط ما بين المحدود الزمني ، وما بين الأزلي الأبدي الذي يستحيل حدّه أو خضوعه لمفهوم بشر أو تعداد رقمي ، حاشا بل مستحيل ...+++ فالقضية هنا ليست قضية إحصاء أو جمع أو طرح أو ضرب أعداد ما بين الواحد والمتعدد !!!القضية كلها هو إعلان الله القدوس - المهوب المملوء مجداً - عن ذاته ، وكشف أسراره للإنسان وليس العكس ، فالله هو من يكشف ذاته ويعلنها للإنسان ، ومن الخطأ الجسيم أن ينطلق الإنسان من مفهومة الخاص أو من خلال خبرته الشخصية عن مفهوم الواحد وجمود الواحد ويطبقه على الله ، بل العكس هو الصحيح فالله هو من يعلن ويكشف ذاته ولا يتجرأ مخلوق أن يقتحم ذات الله أو يعرف أسراره من منطلق عقلة المحدود أو كل معرفته العقلية أو الفلسفية أو التصوريه أو الخبرات العلمية .... | |
|