مينا السوهاجى المدير العام للمنتدى
عدد الرسائل : 3977 العمر : 38 السٌّمعَة : 37 نقاط : 2104 تاريخ التسجيل : 18/10/2008
ميمو نت ميمو نت اجمل الاوقات: (0/0)
| موضوع: تابع الصعوبات في عقيدة الثالوث القدوس - تابع شرح من منطلق الخلاص والتدبير الإلهي (3) الأربعاء مارس 11, 2009 2:31 am | |
| (3) بعض الصعوبات التي تقف ضد فهم الإنسان للثالوث القدوس ؟
إذا كان الإنسان هو محصلة المجتمع بكل ما فيه من تعليم وفكر سائد وظنون وخبرات متنوعة ... الخ فما هي الأفكار والاختبارات السائدة التي تغلق وتسد طريق الرؤية الصحيحة لوجود ثلاثة أقانيم في جوهر واحد لا تعددية فيه ولا انفصال ، ولا أقليه ولا أولوية ولا أسبقية لأقنوم على آخر ، ولا بداية فيه لأقنوم عن آخر !!!
خبرةالتعدد والأعداد : خبرة التعدد هي أول مايتلقاه الإنسان منذ طفولته فمنذ بداية حياته الأولى ، يجد الطفل حوله كم من البشر ، له أبوان مختلفان شكلاً وحجماً وصوتاً وملامح ، وكل واحد فيهم منفرد عن الآخر ، ويحيط به الأب والأم والجد والجدة ... الخ ، بل ويجد في الشارع أعداد من الناس المختلفة في الشكل واللبس والطباع والأحجام ... الخ
وفي البلوغ يدرك الفوارق في الطباع .. كل هذا يطبع في عقل الإنسان شعورًا عميقًا واضحاً بالاختلاف والتعدد ... بل أيضاً منذ الصغر يتعلم الأرقام ، وهذا أثر تأثيراً مباشراً على كلمة الثالوث في عقلية الإنسان ، فحينما يسمع كلمة ثالوث يذهب العقل على الفور وتلقائياً بسبب خبرة الطفولة والنمو والإدراك ، إلى رقم 3 ...
وحينما يحلل موضوع الثالوث يأتي على الفور بالشرح المقنع للعقل وهو نتيجة حاصل ضرب 1 في 1 في 1 = 1 في حين أن ظللنا نضرب 1 في ألف مليون 1 سنظل النتيجة = 1 إذن هذا لا ينطبق على الثالوث القدوس وبالتالي يصير مغلوطاً في شرح الثالوث ومعرفته !!!
ومشكلة التعددية والشكل الذي رأيناه منذ الصغر ، وقد تبرمج العقل عليه تلقائياً وبسهولة ، صار العقل دائم التصور بأن هناك أول وثاني وثالث ، من جهة الأب والأم ثم الابن ثم بدوره ياتي بابن آخر ، صار في نظرنا أنه يوجد ترتيب ، وكما نشرح ونقول عن الثالوث حينما نسمع عن آب وابن وروح قدس ، يأتي الشرح والتفسير ملازماً لأقنوم أول وأقنوم ثاني وثالث !!!
مع أنه لا يأتي في الثالوث القدوس ترتيب أول وثاني وثالث ، وأن ذكرها البعض في الشرح أو التفسير هو من جهة الاستعلان فقط لا غير ؛ بمعنى أن الآب هو أول من سمع عنه الإنسان ثم عن الابن والروح القدس ، فالترتيب هو ترتيب المعرفة بالنسبة للإنسان فقط ...
ولكن الله ثالوث قدوس مساوي ليس فيه أول ولا ثاني ولا ثالث ، لئلا يصير هناك ما هو قبل وما هو بعد وبذلك لم يكن جوهر واحد ويصير ثلاثة آلهة وهذا ليس الله أبداً - بل حاشا أن نقول هذا على الإطلاق ...
كل قوانين العدد ومشتقاته لا تنطبق على الله ، فالله ليس فيه واحد وأثنين وثلاثة ، وليس فيه أول وثاني وثالث ، كل قوانين العدد لا تنطبق عليه ، وبالتالي قانون الأولوية لأحد لا تنطبق عليه على الإطلاق ؛ الله ليس ثالوث عددي بحسب فكر البشر ، بل هو ثالوث قدوس مساوي ذو جوهر واحد ، حسب شخصه الحي وما أعلنه عن نفسه ، إذ هو الكائن بذاته أصل الكيان وكل موجود بل هو الوجود والحياة المطلقة ...
| |
|