مينا السوهاجى المدير العام للمنتدى
عدد الرسائل : 3977 العمر : 38 السٌّمعَة : 37 نقاط : 2104 تاريخ التسجيل : 18/10/2008
ميمو نت ميمو نت اجمل الاوقات: (0/0)
| موضوع: تصحيح مفاهيم - تابع شرح الثالوث من منطلق الخلاص والتدبير الإلهي (6) الأربعاء مارس 11, 2009 2:29 am | |
| + للأسف ، نسمع من البعض – وهو فكر انتشر كثيراً – أن عقيدة الثالوث أُخذت من ديانة مصر الفرعونية ، وأفكار أخرى نُشرت وتفشت ، بدافع الحرص على الانتماء إلى الفراعنة الذين لهم حضارة لا يُستهان بها ، وهي بالطبع أكاذيب لا وجود لها إلا في عقول المنادين بها عن جهل وعدم دراسة صحيحة في الأصول الفرعونية أو المصرية القديمة ، ولنا أن نعرف أن حتى ألقاب الفرعون لا علاقة لها بما أُعلن في المسيح له المجد وفي الأسفار المقدسة ...
+ لقد استلمنا الإيمان بالثالوث القدوس ، حسب الكتاب المقدس وتعليم الآباء الثابت في قرارات المجامع المسكونية : أن الثالوث القدوس جوهر واحد غير منقسم أو منفصل ، أي أن الثالوث القدوس : جوهر واحد ، حياة واحدة ، إرادة واحدة ، محبة واحدة ، قدرة واحدة ، سلطان واحد ...
شركة الأقانيم ( الآب الابن والروح القدس ) لا يضاف إليهم آخر ، ولا ينقص منهم أحد ، لا يستحدث فيهم شيء ، ولا تضاف إليهم صفة أو تنقص فيهم صفة ، ولا يتصف فيهم أقنوم بصفة ما ولا توجد في آخر أو في الآخر تنقص أو تزيد !!!
الثالوث القدوس رب واحد معلن من الآب بالابن في الروح القدس ، بل عندما نُعلَّم عن نعمة الله ، فهي نعمة واحدة من الآب بالابن في الروح القدس ( رجاء العودة لرسائل القديس أثناسيوس الرسولي إلى سرابيون عن الروح القدس : الرسالة الأولى فقرة 20 – وأيضاً ضد الأريوسيين فقرة 3: 24 )
+ ومن الخطأ الشائع الذي وصل إلينا من بعض الطوائف الأخرى وانتشر في تعليمنا ، هو أن نجعل الآب ينفرد بالعدل والابن بالرحمة ، أو تخصيص الغضب للآب وتقديم الابن للموت للترضية أو دفع ثمن بالمعنى الفلسفي العقلي ؛ لأن هذا الفكر قضى تماماً على وحدة الثالوث القدوس وجعل أقنوم مقابل أقنوم ، وصور أن الله شخصين منفردين في حالة صراع ما بين عدل ورحمة ، وقاضي ومتهم ومدافع ، فأصبحوا إلهين منفصلين والوحدة بينهما فكرية فلسفية حسب منطوق البشر ، والفكر القضائي البشري !!!
بل ومثل هذه النظريات أغفلت دور الروح القدس ولم تظهره بل اقتصرت على الآب والابن ، واحد غضب والثاني توسط للرحمة لبني البشر ، وأصبح الابن هو المحبة الباذلة ، مع أن الآية واضحة ، أنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد ؛ وهنا يظهر بوضوح بذل المحبة وليس العدل وحده ، والمحبة هي محبة الثالوث وليس أقنوم واحد فقط !!!
أما التعليم الرسولي يقول أن الآب في الابن ( يو14: 11 ) ، والآب والابن واحد ( يو10: 30 ) ، ومحبة الله الآب المعلنة في ابنه يسوع المسيح بالبذل ، فقد بذل الآب ابنه " أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد " ( يو 3: 16 ) ، والبذل لا يعني بأي حال من الأحوال أن يشعل الآب نار العدل في ابنه ليتحول لرماد كالمحرقة في العهد القديم ، لأنه صب كل غضبه عليه كإله سادي ( حاشا أن يكون هذا في الله بأي حال )
+ يقول الأب صفرونيوس : [ أولاً : أقانيم الثالوث ليس أقانيماً تضاف إلى جوهر الله ، بل هي أقانيم الجوهر الواحد . والجوهر الواحد ليس صفات مجردة تندرج تحت مضمون واحد هو الجوهر ، بل الجوهر الواحد هو الطبيعة الإلهية التي تعلو على كل تحديد بشري ، وهي الحياة الإلهية الواحدة التي في أقنوم الآب ، والتي وُلِدَ منها أقنوم الابن أزلياً ومنها أيضاً انبثق الروح القدس . وحسب هذا الإيمان ، كل ما هو للآب ، فهو للابن وهو أيضاً للروح القدس . ولذلك كل الصفات الإلهية مثل المحبة والقداسة والقوة والعدل ، هي صفات إلهية لكل أقانيم الثالوث .
ثانياً : كل ما في جوهر الله هو متأقنم ، فليست صفات الله هي صفات غير أقنومية تضاف للآب والابن والروح القدس ، بل المحبة هي محبة الآب ، وهي ذات محبة الابن ، وهي ذات محبة الروح القدس .
وعندما نسمع أن " الله محبة " ، فهذا يعني أنها محبة الثالوث .
وعندما نسمع عن برّ الله وعدله في الأسفار ، فهو برُّ أقنوم الآب ، وبرُّ أقنوم الابن ، وبرُّ أقنوم الروح القدس، ثالوث واحد في الجوهر ، وجوهر واحد للثالوث .
* فما هو عدل الله حسب تعليم الكنيسة الجامعة عن الثالوث ؟ إنه ليس عدل الملوك والقضاة والقانون الأرضي . ولذلك ، فالمجازاة حسب عدل الله إنما مجازاة حسب المحبة ، وحسب اغتراب الإنسان أولاً عن نفسه ، وثانياً عن المحبة الإلهية ، وهي أصعب بكثير وأدق من تعليم الموحدين ( الذين لا يؤمنون بالثالوث ) الذي يحدد عدل الله بما لديهم من شرائع ، هي في جملتها لا تختلف عن شرائع الأمم السابقة أو شريعة الرومان ؛ لأن لكل خطية عقاب أرضي ، ولكل الخطايا عقاب واحد هو نار جهنم .
هذه هي دائرة العدل حسب تعليم الموحَّدين ( الذين لا يؤمنون بالثالوث ) . أما نحن ، فإن عدل الله هو سؤال للإنسان عن صورة الله ومثاله الذي أُعطي له ، والذي جُدَّد في المسيح ، وقُدس بالروح القدس . فهو سؤال عن كينونة الإنسان ، وماذا فعل الإنسان بكيانه ، وكيف عاش كصورة الله ؟
هذا يضع عدل الإنجيل في مستوى يختلف عن عدل الموحَّدين . ] ( عن المئوية الثانية في التوبة ، رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه ثيؤدوروس ( تادرس ) – مترجمة عن المخطوطة القبطية تحت عنوان التوبة وعمل الروح القدس في القلب ص 32 – 34 )
| |
|