مينا السوهاجى المدير العام للمنتدى
عدد الرسائل : 3977 العمر : 38 السٌّمعَة : 37 نقاط : 2104 تاريخ التسجيل : 18/10/2008
ميمو نت ميمو نت اجمل الاوقات: (0/0)
| موضوع: صفات الله المطلقة (1) الأربعاء مارس 11, 2009 2:47 am | |
| صفات الله المطلقة (1) هذا الموضوع اضطررت أن أكتب فيه نظراً لأسئلة كثيرة دارت في اذهان كثيرين ، إذ اعتبر البعض ان صفات الله أزلية ولم تكن لها فعلاً إلا بعد خلق الإنسان ، أي بلا فاعلية ؛ مثل الرحمة والعدل ، فالله أزلاً من يرحم أو فيما يعدل ولم يوجد غيره هو ككائن بذاته ...
ولأن الموضوع طويل ومعقد أحببت ان أضعه مقسماً ، وفي بساطة شديدة دون الدخول في مهاترات الفلاسفة والاعتراضات المعقدة والكلام الفلسفي وهذا هو الجزء الأول :
صفات الله، تمتاز بالآتي : 1 - إنها غير محدودة سواءً في قوتها أم في فعلها ، لأن الله لا يحدّه حدّ ، بل هي مطلقة في الله ، فالحكمة والمحبة والعدل والرحمة ... الخ ، كلها مطلقات في الله من صميم طبيعته الخاصة المتسعة التي لا يمكن حصرها أو فهم كمالها أو اتساعها المطلق ، حيث أن لنا حدود في العقل والفكر والطبيعة ، فأننا لا نقدر أن نستوعب اتساع الله الفائق ...
2 - إنها متوافقة معاً كل التوافق ، لأن من دواعي كمال الله ألا تطغَى صفة فيه على صفة أخرى ، أو تصير في حالة صراع أو تنافر أو ضديه ( حاشا أن يكون هذا ) . فمثلاً صفة الرحمة فيه لا تطغى على صفة العدل ، وصفة العدل فيه لا تطغى على صفة الرحمة ، ولا تقف صفة ضد أخرى في حالة صراع لكي تغلب صفة على صفة أخرى ، هذا ليس عند الله بل عند المحدود الزمني أي الإنسان فقط بسبب الصراع الناشئ من سقوطه من شركة الله في فردوس النعيم ...
بل كل صفات الله في توافق وانسجام عجيب ومستحيل أن تنفصل لأنها مطلقات لا تحد أو تقف عند حد معين ...
3 - إنها أصلية فيه أزلية ؛ فهو قدير عليم سميع بصير محبة عادل كليم ، وهذا كله أزلاً ، قبل وجود أي مخلوق من المخلوقات ، لأنه كامل في ذاته كل الكمال ، ولا يكتسب شيئاً من الخصائص أو الصفات ، لأن الاكتساب يدل على التغيُّر، وهو لا يتغير.
__________________
ملحوظة هامة : ليس في وسعنا أو في إمكانيتنا أن نكتب عنه أكثر مما أعلنه لنا في الكتاب المقدس وفي سر تجسده وإعلانات الروح القدس ، لأنه ليس له شبيه حتى نستطيع وصفه وصفاً كاملاً ودقيقاً لكي ما نُرضي فضولنا كبشر لنتعرف على كمال اتساعه الذي يستحيل أن يحتويه أو يعرفه أحد ، فقد قال لنا : " بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟! " ( إشعياء 46 :5 ) .والجواب الذي ينبغي أن نتفوه به عن قناعة : لا شبيه لك ولا نظير يا الله ، لأنك القوي ولا حدَّ لقوتك ، والكامل المطلق ولا نهاية لكمالك ، والحكيم المطلق ولا آخر لحكمتك ، ولذلك لا يمكن إدراكك في كمالك أو الإحاطة بك على الإطلاق ، يا الله العظيم الأبدي المهوب جداً المطلق في كل شيء ...
| |
|