مينا السوهاجى المدير العام للمنتدى
عدد الرسائل : 3977 العمر : 38 السٌّمعَة : 37 نقاط : 2104 تاريخ التسجيل : 18/10/2008
ميمو نت ميمو نت اجمل الاوقات: (0/0)
| موضوع: هل خبرة الخلاص هي قبول المسيح رباً ومخلصاً - (1) الأربعاء مارس 11, 2009 2:32 am | |
| هل خبرة الخلاص والولادة الثانية هي مجرد قبول المسيح - له المجد - رباً ومخلصاًكثيراً ما نسمع ، وننقل موضوعات ، آخرها تقول ، عليك أيها الأخ أو الصديق ، أن تقبل الرب يسوع فادياً ومخلصاً شخصياً لك وبذلك تنال الخلاص وتتمتع بالميلاد الجديد !!!
وتوضع صلاة لقبول المسيح - له المجد - فادياً ومخلصاً ، بعد وضع موضوع عن الفداء والخلاص مبنية على نظرية كفارة الصليب - كترضية للآب - تحت نظرية قانونية وضعت الرب يسوع تحت شروط محدده ليكون كفارة للخلاص والتي نسمعها دائماً منذ الصغر وهي مقنعة جداً للعقل وتصورات الإنسان ، وهي تقول عن فادي البشرية : 1 - أن يخلومن الخطية لكي يقدم الترضية غير المحدودة . 2 - أن يكون غير محدود لكي يفي مطالب العدل الإلهي غير المحدود .
ما هي النظرية القانونية المطروحة في الخلاص ؟ تقول هذه النظرية - كما صاغها أنسلم رئيس أساقفة كنتبري في انجلترا وهو المؤسس للنظرية القانونية التي شرحها في كتابه المشهور لماذا تجسد الله : أن آدم أخطأ فآهان الله واعتدى على كرامته الإلهيه ، وهو عمل قام به ضد الله العظيم ، مما جعل ضرورة تقديم ترضية كافية لكي يعفو الله عن آدم . ولما كانت كرامة الله ومجده بلا حدود وجب تقديم ترضية غير محدودة لله ، وهو ما يعجز عنه آدم .
من أين أتت هذه النظرية : هذه النظرية أتت من روح العصر الوسيط ، عصر الملوك والأمراء ، الذي كان يعتبر - في ذلك الوقت - أن الإهانة الموجهة من عبد لأمير . أمر لا يُمكن أن يغتفر أو يُصفح عنه إلاَّ بعد تقديم ترضية كافية تليق بمقام الأمير . وأحياناً كان يتعذَّر تقديم هذه الترضية مما يجعل العقوبة حتمية ولا يمكن الرجوع عنها .
من هنا جاءت فكرة الترضية المناسبة التي عجز آدم عن تقديمها ، فمن هنا أتى تعبير (( الترضية satisfaction )) في اللاهوت الغربي الذي تسلل للاهوت الشرقي ، وأُضيف عليه صراع العدل مع الرحمة في ميمر العبد المملوك الذي يقال في يوم الجمعة العظيمة ، وهو دخيل على صلوات الكنيسة ، وهو أحد المقالات التي تُنسب للمؤرخ الكنسي المشهور ساويرس ابن المقفع ...
طبعاً هذه النظرية وهذه الأفكار لم تكن موجوده عند آباء الكنيسة الأوائل ولم يرد ذكرها على الإطلاق عند القديس أثناسيوس الرسولي ولا القديس كيرلس الكبير ، أو غيرهما من الآباء معلمي الكنيسة الذين شرحوا الخلاص بدقة وتفاصيل شديدة لا تحتاج لإيضاح آخر أو تزويد عليها أو إطلاق نظريات حولها !!!
وسوف نضع كتابات القديس كيرلس الكبير والقديس أثناسيوس الرسولي رداً على هذه النظرية وإظهار عظمة الخلاص كفعل تجديد لحياة الإنسان ، وان قبول الرب يسوع كمخلص للإنسان هي بداية الطريق لنوال سرّ الخلاص العظيم ، لأن التجديد أتى بالصليب والموت والقسامة ، ولم ياتي بالصليب فقط ، ونسمع القديس بولس يقول : " مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ " + " لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته " ....
| |
|