هذا بحث شامل عن "" الزواج المسيحي"" سوف اقدمه لكم في عدة أجزاء للمنفعة اذا اردتم
ومنتظر أرائكم في الموضوع "" الزواج ""
سيتم وضع جميع الأجزاء هنا بصورة متتالية
""1""
الجزء الآول
مدخل تمهيدي للبحث
الوقاية خير من العلاج
وعلي هذا الأساس رأيت قبل ان نستعرض موضوع الطلاق و الزواج و موانعه في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ؛ انه من المهم ان أعرض أولآ؛
أهمية هذا السر العظيم الذي وضعه رب المجد منذ بدء الخليقة من ايام آبانا آدم الأول لتمجيد أسمه القدوس .
ولهذا أود ان أتكلم في البداية عن ما هية الزواج المسيحي و الغاية المرجوة منه للوصول الي ملكوت الله بسلام و السكني بين احضان الآب السماوي .
فلقد كان أهتمام الله بتأسيس هذا السر اهتماماً خاصاً ، فوضع أساساً قوياً للعلاقة الزوجية و لقد تبين هذا بوضوح كامل منذ بدء تكوين الخليقة .
* من خلال عدة نقاط.*
في خلقته لآدم:
أوجده علي صورته و مثاله و قال الله نعمل الأنسان علي صورتنا كشبهنا „ تك1 : 26“
فخلق الله الأنسان علي صورته علي صورة الله خلقه ذكراً و أنثي خلقهم „ تك1 :27. “
وفي مباركته لسر الزواج :
يقول الكتاب المقدس و باركهم الله و قال لهم : أثمروا و أكثروا و أملأوا الأرض و أخضعوها وتسلطوا علي سمك البحر „ تك1: 28.“
[color=#0000ff][size=7]وفي خلقته لحواء:
نلاحظ أنه خلقها بهدف أن تكون معيناً لآدم . و لكن ليس بدرجة أقل منه فخلقها (معيناً نظيره) .“„وقال الرب الأله : ليس جيداً أن يكون آدم وحده فأصنع له معيناً نظيره“„ تك2: 18 “.
و نلاحظ أيضاً في طبيعة خلق حواء أنه اوجدها من آ حد أضلاع آدم لتوضيح أنها ليست مجرد نظيره بل هي جزء منه ؛ و عظم من عظامه ؛ و لحم من لحمه .„ فأوقع الرب الأله سباتاً علي آدم فنام . فأخذ واحدة من أضلاع ، وملأ مكانها لحماً . و بني الرب الأله الضلع التي أخذها من آدم ﺇمرأة “ تك 2: 21 .“ بل ويكمل قائلآ „ و أحضرها الي آدم “ وفي هذا التعبير تكريم و تعظيم لحواء فالله بنفسه يقدمها لآدم .. و فيه أيضاً تكريم و تقديس لسر الزواج و العلاقة الزوجية ، لأهتمام الله بها بنفسه منذ البداية .
ولهذا شعر آدم بأهمية حواء بالنسبة ﺇليه فهي جزء منه ؛ وهي هدية مقدمة له من قبل الله ، لذا نجده يقول „ هذه الأن عظم من عظامي ؛ و لحم من لحمي “ تك2: 23.“.
وفي ﺇهتمامه بالعلاقة الزوجية :
يذكر الكتاب المقدس في نفس الأصحاح السابق „ لذلك يترك الرجل أباه و أمه و يلتصق بأمرأته و يكونان جسداً واحداً “. تك 2: 24“.
و نلاحظ اهتمام الله بالزواج آيضاً في حضور السيد المسيح بنفسه و مباركته لهذا السر العظيم في عرس قانا الجليل علي الرغم من أن ساعة خدمته لم تكن قد أتت بعد „ يو2“ .
و تمشياً مع اهتام الله بالزواج أهتمت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أهتماماً خاصاً به ؛ و جعلته سراً مقدساً؛
له طقسه الغني المليء بالتعاليم و الصلوات , فيه تستدعي الروح القدس لتقديس الزواج كما أنها و ضعت القوانين الكنسية التي تبتّ في الأحوال الشخصية بين الزوجين للحفاظ عليهم من الوقوع بين مخالب الشر.
الباب الأول←♫ ماهية الزواج في المفهوم المسيحي ♫
•الزواج سنة الهية لا قيام للعمران بدونها . وناموس من نواميس البقاء علي مدار حفظ النوع البشري تتمياً للشريعة التي سنها الله في خلقه للنمو و الأكثار كققول الكتاب المقدس ” فخلق الله الإنسان علي صورته علي صورة الله خلقه ذكراً وانثي وباركهم وقال لهم أثمروا وأكثروا وأملأوا الأرض “ ” تك1: 27و 28 “.
ونحن ككنيسة أرثوذكسية نؤمن بأن الزوج و الزوجة بعد حلول الروح القدس في سر الزيجة صارا ليس بعد اثنين بل واحد فالعلاقة الزوجية هي مزيج عجيب من العطاء والأحتياج ،بينما في اي علاقة أخري يلعب الأنسان دوراً محدداً ،اما ان يعطي واما أن يأخذ أما في العلاقة الزوجية فأن العطاء والأخذ ممتزجان ، وان كان العطاء يبدو متناقضاً مع الأخذ – اذ كيف يحتاج القوي الي الرعاية - الا أن هذا هو سر هذه العلاقة التي تجسد حقيقة الأنسان ،
فالرجل وهو يعطي يكون ذلك دليلآ علي قوته ولكن حين يأخذ يكون هذا دليلآ علي احتياجه للحنان والأهتمام ،فليس غريباً في أطار الزواج أن يكون الأنسان قوياً ومحتاجاً في نفس الوقت ، إن قمة إنسانية الإنسان تتجلي في الزواج تتجلي في علاقته بزوجته في علاقة الزواج يكون الأنسان حقيقياً ، علي حقيقته كإنسان ، كما هو وكما ينبغي أن يكون ، بقوته وضعفه ، بعطائه وأحتياجه ، بنضجه وطفولته ، يتجلي الأنسان في أروع صورة في نطاق العلاقة الزوجية ولذلك فالأنسان يستطيع أن يظهر ضعفه ، أن يتألم بصوت مرتفع ،وأن يتوجع ، أن يعبلر عن أحباطاته وفشله ولا يخشي نقضاً أو تجريحاً أو سخرية أو استهزاء ، لأن الزوجين بعد الزواج يكونان جسداً واحداً ولهذا لا يخشي أن يظهر كلآ من الزوجين بضعفه ومخاوفه أو حتي بصغائره أمام الأخر .
؛؛ وأول زواج علي سطح الأرض عقده الله بنفسه بوجود كلآ من الذكر الأول مع الأنثي الأولي ” آدم وحواء في جنة عدن اذ قال الرب الأله ليس جيداً أن يكون آدم وحده فأصنع له معيناً نظيره : فأوقع الرب الأله سباتاً علي آدم فنام فأخذ واحده من أضلاعه وملأ مكانها لحماً . وبني الرب الأله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها الي آدم .فقال (وقد أستنار عقله بالوحي الألهي “ هذه الأن عظم من عظمي ولحم من لحمي .. هذه تدعي امرأة لأنها من أمريء أخذت . لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بأمرأته ويكون الأثنان جسداً واحداًُ “ ” تك2:18, 22-24“ .
؛صحيح أن آدم نفسه رأي حاجته للزوجه لما رأي لكل ذكر من الحيوانات أنثا ه ” أما لنفسه لم يجد نظيره ” تك2: 20 “. لكنه قال هذا وطافت بعقله الأمنية عن طريق المقارنة بينه وبين الحيوان في الحياة الزوجية ثم صمت ، أما الله فرأي صوابية هذا الأمر ودبره بخلق حواء من جنبه وأحضرها بشخصه الي آدم كعروس له وقد كلل عرسهم روح الله القدوس بنفسه ؛ وكان زواجهما كلآ للأخر.....؛؛؛
1. للمعاونة ” معيناً نظيره“.
2. للألفة ” عظم من عظامي ولحم من لحمي “.
3. للأتحاد” لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بأمرأته “.
4. لتكميل الواحد الأخر ” ويكون الأثنان جسداً واحدا ً“.
، ومنذ خلق الله العالم الي اليوم لا تزال هذه السنه محفوظة عند جميع الأمم ومقدسة في جميع الأديان تشغل المقام الأول في الهيئة الأجتماعية . وهي عند كل أمة وطائفة قاعدة الألفة وركن الأجتماع ومبدأ النظام الأدبي الأ أن ناموس الزواج قد أختل نظامه وأنحلت روابطه وأنفكت عراه بل قد فسد بفساد الأنسان وتغير بتغير طبيعته وخرج عن وضعه الأول وما زال هذا حاله حتي جاء السيد المسيح وأعاده الي منزلته الأولي بل ’سرفجعله سراً مقدساً في كنيسته المقدسة وقدسه بشخصه القدوس في عرس قانا الجليل اذ باركه بتشريفه وملأه نعمة وبركة بحضوره ”يو2: 1-11“
*