العين والقلب
(رأيت): ماذا ترى عينك؟ إلام توجهها؟ كثيراً ما نملأ عيوننا بمناظر وافكار واشكال، البعض منها جيد والبعض ضار، لكنها تسرى فينا مثل التيار فتجعلنا حيناً مسروريين وحيناً محتارين. فماذا قال الكتاب عن العين؟
العين: قال الله لصموئيل "الانسان ينظر الى العينين أما الله فإنه ينظر الى القلب" وهنا نرى أن العين خادعة وإن كانت ترى أمور واقعة مادية امامها، فربما بعيوننا نرى الامور على ما يرام جيدة كما رأى آساف سلامة الأشرار، رأها وغار من المتكبرين وربما أراد أن يكون فى وضعهم ورأى أنهم مستريحين الى الدهر ياللعجب!!!
القلب: القلب هو ما يراه الله ويرى من خلاله الإنسان على حقيقته حيث كل شئ عريان ومكشوف أمامه لكن هل يستطيع الإنسان أن يرى القلب؟ هل يستطيع أن يرى الحقائق والدوافع والخبايا والنهايات؟ للأسف لا، فالإنسان يتعامل مع الماديات لكن القلب كيان روحى ينبغى أن نتواصل معه روحياً، فالله الوحيد الذى يرى القلب.
الحياة الحقيقية المتنبهة: إذا نظرنا الى تعاملاتنا خلال اليوم الواحد، فعلى مداره نرى أمور كثيرة بالطبع بعيوننا وحواسنا، فإذا فكرنا فيها فى تأنى نرى أن الكثير منها كان مجرد كلمات خالية من الحقيقة، مظاهر خالية من الاساسات. فنرى إنسان فى حيرة من أمر فلان وحياة علان وموقف فلان.... الخ. لكن يوجد طريق واحد يمكن أن يغير هذه الحيرة والتعب وهو أن ندخل الى مقادس الله كما فعل أساف إذ قال "حتى دخلت الى مقادس الله وانتبهت"
أنتبه: نعم ما اجمل أن ينبهنا الله بنوره الى الحق، فتنفتح عيوننا فيهرب منها كل خداع وتسقط عنها قشور السطحية فتصبح رؤيتنا بعيون روحية نبعها رؤية الله.
يبقى شئ أن نكون حقيقيين كما كان أساف حقيقى مع نفسه إذ قال "حقاً قد زكيت قلبى باطلاً" نعم فلنلقى بكل خداع وتقمص فى حياتنا، ولنتمسك بكل حقيقة وضعها الله فينا ونثبت فيه، ونسكن دائماً فى مقادس الله.