هناك بعض الوسائل والأساليب التي من شأنها أن تساعدنا على التمتع بذاكرة جيدة والحفاظ عليها بل وشحذها وتنشيطها وفيما يلي عرض لأهم هذه الوسائل..
مواد مهمة لخلايا الذاكرة
إن ذاكرتنا عبارة عن آلاف من الخلايا العصبية التي تعتمد في احتفاظها بالمعلومة ثم تذكرها على مجموعة من الناقلات العصبية والكيميائية، لذا فهي بحاجة إلى مواد خاصة تساعدها في إتمام عملياتها الحيوية وتجديد نشاطها، كما أنها بحاجة إلى كميات وافرة من تلك الناقلات لتستطيع أن تحتفظ بالمعلومة بشكل جيد وأن تتذكرها عند الحاجة، ومن تلك المواد المهمة لخلايا الذاكرة (حمض أوميجا3) وهو حمض دهني يدخل في تركيب خلايا المخ أثبتت الأبحاث أن نقصه يؤدي إلى الإصابة بمرض الخرف (الزهايمر) وهو متوفر بشكل جيد في الأسماك ونستطيع تناوله في حبات زيت السمك، كما أن هناك مادة تدعى (كولين) مهمة لعملية التذكر فهي تعمل كوسيط لنقل المعلومات بين خلايا الدماغ.
ومن المواد المهمة أيضا لخلايا الذاكرة فيتامين (هـ) و(ج) المضادان للتأكسد واللذان يحافظان على خلايا الذاكرة من التلف، كذلك فإن تناولنا لفيتامينات (ب6) و(ب12) وعناصر (الزنك، الحديد، الفوليك أسيد) يضاعف من قدرة التذكر لدينا أربعة أضعاف القدرة العادية.
وعلى سبيل المثال فإن بمقدور خليط من حبيبات الزبيب واللوز أن تنهي مشكلة النسيان لدى الكثيرين؛ فهما المركبان الأكثر قدرة على تنشيط خلايا الذاكرة، وإذا كانت الذاكرة تحتاج إلى جميع تلك المواد بنسب متفاوتة إلا أنها لا تستغني أبداً عن الثلاثي (الماء والأكسجين وسكر الجلوكوز) فالماء يشكل اكثر من 80% من أجسامنا، ونلاحظ أن الذين يقل شربهم للماء في الصحراء أول ما يعانون منه تشوش أذهانهم ورؤيتهم لأشياء لا وجود لها، أما الأكسجين فيكفيك أن تعرف أن خلايا دماغك تموت كلياً إذا انقطع عنها لأكثر من خمس دقائق، وبالنسبة لسكر الجلوكوز فهو المصدر الأساسي لطاقة الدماغ ويوجد بشكله المبسط في جميع الفواكه.
كيف يتم تنشيط الذاكرة؟
الأستاذ جمال عبدالله الملا المدرب المتخصص في مجال تقوية الذاكرة يقول إن قدرة الإنسان على تخزين المعلومات هي قدرة جد عالية جدا جدا، المشكلة في طريقة تعاملنا مع الذاكرة.
فقدرة الذاكرة البشرية ليست كقدرة الكمبيوتر، حيث إن الكمبيوتر محدود وقدرة الذاكرة البشرية غير محدودة.
فالله وهبنا نعمة كبيرة جدا وهي المخ، وبإمكاننا أن نحفظ كلمات كثيرة في وقت قصير جدا وبإمكاننا أن نحفظ أسماء أشخاص كثر في وقت وجيز، وبإمكاننا أن نحفظ أرقام طويلة في وقت قصير.. وكل ذلك يعتمد على طريقة تعاملنا مع الذاكرة.
حيث إن مخ الإنسان مقسم إلى قسمين أو فصين؛ الفص الأيمن ويحتفظ بالصورة والألوان، الخطوط المحنية، المشاعر، الخيال، الإبداع، الموسيقى.. والفص الأيسر يتحفز بالمنطق والخط المستقيم واللون الواحد واللغة والتكرار والتسلسل والتحليل والتفصيل...
قدرة الفص الأيمن على حفظ المعلومات أو سرعتها فهي أسرع من الفص الأيسر بـ17 ضعفا، ومعنى ذلك إذا كررنا بالفص الأيسر 17 مرة تعادل التكرار بالفص الأيمن مرة واحدة.
أغلبنا يستخدم وتعلم استخدام الفص الأيسر في الحفظ وأسهل وسيلة بالنسبة لنا هي التكرار وهي طريقة