إخوتي و أخواتي بالمسيح
هذه قصتي لا بد انكم عرفتموها مسبقا ولكن أرجو أن تمعنوا بما سأخبركم به ..
"يالك من صنم بائس..أصم و أبكم ..جماد أعمى لا تنفع لشيء ولا فائدة منك ترجى "
هذا ما صرخت به أنا في قلبي ..بعد تعب طويل من حياتي ..فابنتي مجنونة كما تعلمون وهذه الأصنام تعبت من عبادتها بلا فائدة و لا رجاء .
"سمعت عن الإله الحقيقي ..الوحيد الواجب العبادة له ..إن يسوع المسيح ..ابن داود ..من الناصرة ..سأذهب إليه حالا"
فإن كنتم يا أخوة لا تزالون تركضون و تطلبون الرجاء من أصنام بلا فائدة ..فرجائي أن تأخذوا من خبرتي و تتركو أصنامكم ..واذهبوا إلى الإله الحي ..يسوع المسيح الإله الحي
وركضت إليه عندما سمعت انه يمر قريبا من هنا ... ركضت وراءه و صرخت مرارا و تكرارا .." يا سيد ... أعني ..يا سيد يا ابن داود ..ساعدني ..أعني ..ابنتي مجنونة .."
لم يجبني في البداية ..!!!
صرخت في داخلي " آااااااااه ..أجب أرجوك " أردت هذا برغبة حقيقية و بكل إيمان أنه قادر أن يساعدني و يشفي ابنتي و يرفع عني همي
لم يجب في البداية كما قلت لكم ..لا وبل تلاميذه تضايقوا من صراخي و اصراري و طلبوا منه أن يصرفني ..
ولكني لم أيأس ..أردت بشدة أن يلتفت الرب إلي و يسمع صراخي و توسلاتي ..
ووصلت إليه أخيرا ..سجدت امامه ..أما قدمي الإله الحقيقي ..يالفرحتي
اسمعوا جيداً يا إخوة ..حذاري من اليأس ..حذار أن تفقدوا الأمل ..إن لم يجبكم الرب في البداية ..فلا تجزعوا ..لا بد أن سيستجيب في الوقت المناسب ويجيب بما هو مناسب ..لا تنسوا أنه قال " اسالوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم. لان كل من يسال ياخذ و من يطلب يجد و من يقرع يفتح له"
وصلت إليه أخيرا ...سجدت أمامه و قلت له " أعني ..أعني يا سيد .."
ولكن بماذا أجاب .." دعي البنين اولا يشبعون لانه ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين و يطرح للكلاب "
هل يا ترى السيد كما اليهود قد صنفنا من فئة الكلاب ..نحن الأمم ..لطالما اعتبرنا اليهود بأقل مرتبة منهم ..كالكلاب...لا ليس الأمر مع السيد هكذا كما رأيت ..بل كان له غاية في ذلك ..أخبركم بها لاحقاً
لكن قبلا بالحقيقة ..سأعترف لكم بشيء..عرفت بداخلي يومها أني فعلا كالكلاب ..عرفت خطيتي و حقارة نفسي ..اني أسوء من الكلاب ..
و فجاة يا أخوة ..شعرت أن قلبي قد ذاب و ترجف ..و بتذلل و تواضع اعترفت أني فعلا كالكلاب ..ومع هذا باصرار طلبت الخبز المتساقط عن موائد البنيبن..
ويالسعادتي يا اخوة ...لقد عرف السيد ما حملته في قلبي من تذلل و ندامة و من رجاء به و إيمان بقدرته ...واستجاب السيد ..شفى ما في نفسي من هم و حزن و شفى ابنتي المجنونة ...
وفوق هذا امتدحني ..أمام تلاميذه اليهود ..أخبرهم ان إيمان امرأة من الكنعانين عظيم ..
عندما قال اني من الكلاب ..أراد من ذلك إفهام التلاميذ أن الإيمان والخلاص ممكن للجميع و ليس حصرا باليهود
هذا ما أردت إخباركم به
أرجو أن لا تمر قصتي هذه مرور عابرا عليكم ..بل أرجو أن تتأملو بما فيها