مينا السوهاجى المدير العام للمنتدى
عدد الرسائل : 3977 العمر : 38 السٌّمعَة : 37 نقاط : 2104 تاريخ التسجيل : 18/10/2008
ميمو نت ميمو نت اجمل الاوقات: (0/0)
| موضوع: الروح القدس يمكث ويسكن فينا بشخصه (2) ضد الذين يقولون أن الروح لا يسكن فينا الأربعاء مارس 11, 2009 2:34 am | |
| استكمالاً للموضوع السابق ومن خلال كتابات القديس العظيم البابا كيرلس الكبير عامود الدين ، نستكمل حديثنا ضد الذين يقولون أن الروح القدس لا يسكن فينا بشخصه بل هي نعمة المواهب ، وقوة خارجية تسند الإنسان ، ولا يحل فينا بأقنومه أي بشخصه الإلهي ، متعللين كيف يكون في كل واحد فينا بشخصه في نفس ذات الوقت وهو موجود في آخر ، ولو كان هذا صحيحاً ، يبقى أصبحنا أقانيم في الله !!!
وطبعاً هذا الفكر – المغلوط – الضعيف ، بسبب قصور الذهن على معرفة البشر لا الله ، لذلك لزامً علينا أن نكتب التعليم الآبائي حسب الحق ، وليس حسب تفسيرنا الخاص ، لأننا كنيسة تقليد استلمت التعليم من جيل لجيل حسب نقاوة الحق الذي من الله الحي ...
الله لا يسكن في الأتقياء والقديسين ، بل وفي كل من يُرشم بالميرون ويقبل الروح القدس ، بطريقة مجازية ، لأنه لا يقدسنا مجازاً ، ولا يعطينا شركة شكلية أو كمجرد تأمل وخيال فكري ، لأن كل ما كتب في الإنجيل ليس مجرد كلمات بلا روح ، بل على مستوى الخبرة وتذوق النعمة بالفعل والحق ، والقديس كيرلس الكبير أوضح أن الثالوث القدوس كله يعمل معاً على تقديس المؤمن المسيحي إذ يقول : [ إنه الروح الذي يوحدنا ويجعلنا متوافقين مع الله ، ونواله يجعلنا شركاء الطبيعة الإلهية ، ويجعلنا ننال الابن ، وبالابن ننال الآب ]
Sur saint Jean, XVIII, 18, P.G 74, 545[ الروح هو الصورة الحقيقية لجوهر الابن الوحيد ، وبحسب قول القديس بولس : " الذين سبق فعرفهم ، فهؤلاء عيَّنهم أيضاً ليكونوا متشابهين في صورة ابنه " ؛ هؤلاء هم النفوس التي يسكن فيها الروح ، والروح يجعلهم مشابهين لصورة الآب ، أي الابن . وهكذا بتوسط الابن أُعيدوا إلى الآب الذي الابن مولود منه ، وذلك بواسطة الروح ]
Sur saint Jean, XVIII, 18, P.G 74, 541فالله الثالوث القدوس ، يعمل من أجل خلاصنا ، والآب والابن يصنعان فينا مسكناً ، والروح القدس هو الذي يحقق ويعلن حضور الآب والابن فينا : [ الروح القدس يعمل فينا بنفسه ، إذ يقدسنا حقاً ويوحدنا بنفسه ، وباتصاله واتحاده بنا يجعلنا شركاء الطبيعة الإلهية ]
Tresor,34, P.G. 75, 598 الروح القدس يسكن بنفسه في النفس ، ويعمل فيها مباشرة بجوهره وليس من خلال وسيط أو قوة ένέργεια ، إنه يعمل بحضوره الشخصي البسيط ، وحضوره هذا يكفي لتجديد النفس ، وبعمله في النفس يطهر الجسد أيضاً ويقول القديس كيرلس الكبير : [ بسبب أن نفسنا يجب أن تغتني بحضور الله ، فلا يكفي أن يكون الذي نناله " روحاً " غريباً عن اللاهوت ومختلفاً عنه جوهرياً ، إنه يجب أن يكون هو روحه الخاص ]
Dialogue VII sur la trinite, P.G 75, 1093 A[ وهذه القوة المقدَّسة δύναμην άγιαστικήν التي تنبثق طبيعياً من الآب ، والتي تكمَّل الناقصين ، نحن نسميها " الروح القدس " . ومن نافلة القول ، أن نتخيل أن الخالق لابد أن يقدَّس عن طريق وسيط ، ذلك لأن محبة الله للبشر لا تستنكف عن أن تنحني إلى أصغر نفس وأن تقدس بالروح القدس كل ما هو من عمله ... وإن كان الروح القدس لا يعمل فينا بنفسهούκ αύτουργει وإن لم يكن هو بالطبيعة ما ندركه ، وإن لم يكن ما نناله هو نفسه النعمة التي يرسلها لنا ، فواضح أن نعمة الروح القدس تُرسَل لنا بواسطة شيء مخلوق ، وهذا ليس حقاً . لأنه إن كان بموسى أو بالملائكة كان الناموس ، ولكن بمخلصنا كانت النعمة والحق . لذلك فالروح القدس بنفسه ، يعمل فينا ، وهو يقدسنا بالحقيقة ، ويوحدنا به بالاتصال به ، ويجعلنا شركاء الطبيعة الإلهية ]
Tresore, ass. 33, P.G. 75, 579 A-Cويقول في منتهى الوضوح : [ نحن نصير شركاء الطبيعة الإلهية . ولهذا فنحن – كما يقال – مولودون من الله وقد دُعينا " مؤلَّهين " . وليس فقط بالنعمة ού χάριτι μόνον أننا ارتقينا إلى هذه النعمة الفائقة للطبيعة ، فنحن نقتني الله ساكناً وماكثاً فينا .. نحن هياكل الله ، وذلك بحسب ما قال القديس بولس ، وذلك لأن المسيح يسكن فينا ]
Sur saint Jean, I, 13, P.G. 73, 157 B ويقول أيضاً : [ لقد كان في الآباء استنارة غنية جداً بالروح القدس ، جعلتهم قادرين على التنبؤ بالمستقبل ومعرفة المخفيات . ولكن في المؤمنين بالمسيح ليس فقط توجد الاستنارة بالروح القدس ، بل هو الروح القدس بذاته – الذي نحن لا نخاف من أن نؤكد على أنه يسكن ويمكث فينا . ]
Sur saint Jean, VII, 39, P.G. 73,737, A-B وسوف نعرض في الجزء القادم حوار بين القديس كيرلس الكبير عامود الدين وبين أحد الذين ينكرون لاهوت الروح القدس الحال في النفس ويقولون إنه مجرد فعل أو قوة أو نعمة خارجية ...
( ممكن الرجوع لكتاب دراسات في آباء الكنيسة
من صفحة 517 – 522 ) | |
|