الراهبة القديسة الشهيدة فبرونيا
جاءت سيرة هذه القديسةفى كتاب ( الخطط و الأثار فى مصر و القاهرة و النيل و ما يتعلق به من الأخبار ) لمؤلفه ( المقريزى ) الذى عاش فى القرن الرابع عشر ، فقد كتب عن الأقباط فى مصر ، من قصص و أنباء عن كنائسهم و أديرتهم و ما حدث لهم من شدة و أضطهاد .
فقد كتب المقريزى عن واحدة من هذه القصص كمثال لتمسك هؤلاء المسيحين بالطهارة و العفة والموت و عدم التهاون فى فقدها و البعد عن الخطيئة ، فكتب ما يلى :
( فكان فى عهد هشام بن عبد الملك الخليفة الأموى أن أرسل حنظلة بن صفوان أميرا على مصر ، و لكنه لم يكن حكيما فى ولايته فأرسل بدل منه مروان إبن محمد الذى عندما قدم إلى مصر بطش بالأمير السابق و بطش بنصارى مصر و أحرق مصر و غلاتها و أسر عدة من النساء الراهبات ببعض الديارات ( يقصد جمع دير وهى أديرة الراهبات ) و راود ( إى أعجب ) بواحدة منهن تسمى ( فبرونيا ) عن نفسها ، فإحتالت عليه و دفعته عنها بأن رغبته فى دهن ( زيت ) معها إذا دهن به إى إنسان لا يعمل فيه السلاح ( إى لا يقتل بالسيف ) و أخذت هذه الراهبة تعطيه الثقة حتى نصحته أن يجرب فيها هذا الدهن و تمت حيلتها عليه ، و أخرجت و أخرجت زيتا و أدهنت به رقبتها ثم مدت عنقها فضربها بسيفه فأطار رأسها ( إى نالت أكليل الشهادة ) فعلم إنها أختارت الموت عن الزنا )
من هذا القول للمقريزى فى كتابه ( الخطط و الأثار ) نعرف إن هذه الراهبة كانت فى مصر ( القاهرة ) و أن والى القاهرة عندما قبض على الراهبات - و هذه كانت منهن فإنهن كن على مستوى عظيم من الطهارة و التمسك بعفتهن و إيمانهن و أيضا كانت أديرة الراهبات فى مصر مشهورة و عامرة بالراهبات و هذا كان قبل القرن الرابع عشر .
بركة هذه الطاهرة الشهيدة العفيفة تكون معنا و تحفظنا أطهارا إلى النفس الأخير أمين ...
صلوا من أجل ضعفى .....