عندما تفقد المرأة الثقة بنفسها.. وبزوجها
أمهات يجندن أطفالهن للتجسس على آبائهم!
المرأة التي تحرض أولادها على مراقبة والدهم والتجسس عليه ليل نهار، فيسجلون حركاته ويحفظون مكالماته وحواراته مع أصدقائه ثم ينقلونها إلى والدتهم بالتفاصيل المملة هل هي زوجة سوية؟ أم هي مريضة تعانى أزمة نفسية؟ وكيف يؤثر تصرفها في نفسية أولادها وبناتها؟
يقول خبير في علم النفس إن استغلال الأطفال في مراقبة والدهم تصرف يقتل فيهم براءة الطفولة عندما يتم تحويلهم إلى جواسيس مجندين لمراقبة والدهم عندما يصطحبهم معه إلى أي مكان حتى في أثناء الزيارات العائلية للأهل والأقرباء.
فبدلاً من أن يتمتع الطفل في نزهته أو في زيارته ينعزل عن أقرانه ويجلس قرب والده لا يتحرك حتى يسجل في ذاكرته الأخبار والحوارات والتصرفات. كما يسجل خلال المراقبة عدد الأشخاص في المكان الذي جمعه بأصحاب والده والموضوعات التي طرحت والتعليقات والضحكات وكل ما دار في الجلسة، وهنا يتأزم الطفل ويشعر بالحزن في داخله لأن والدته لم تتركه يمارس طفولته ليلعب ويعدو مع أقرانه بل تجعله يشعر بالحسد تجاه الأطفال الذين يمارسون اللهو واللعب وهو غير قادر على مجاراتهم لأنه مكلف بمهمة عليه أن ينفذها إرضاء لوالدته التي تعاني الشكوك والوساوس، والمشكلة هي أن هؤلاء الأطفال عندما يكبرون تتأصل فيهم هذه الصفة فيتجسسون على كل من هم حولهم من دون أن يقصدوا ذلك، فهم يتصرفون بتلقائية بالطريقة التي تربوا بها مما يجعل الآخرين ينفرون منهم ويتعاملون معهم بحذر.
ولاشك في أن أنانية الأم هي التي تطغي على تصرفها حين تقوم بتجنيد أولادها للتجسس على والدهم من دون أن تهتم بانعكاس ذلك على نفسية أولادها، فالمهم عندها أن تكون على اطلاع دائم على تحركات زوجها وعلى علاقاته بالآخرين وهي بذلك تنتهك حق زوجها في أن تكون له خصوصيته كما أن تسليط الأبناء للتجسس على والدهم يقلل من احترامهم له لأنه شخص مشكوك في وفائه وإخلاصه لزوجته التي هي أمهم.
فالأم التي تجند أبناءها لمراقبة تصرفات والدهم وكأنه متهم تحت المراقبة إنما تزج بهم في عالم التجسس ليصبحوا ضحية لشكوكها وظنونها ولن يكون هؤلاء الأطفال أسوياء عندما يكبرون فقد تصير "عادة" التجسس في دمهم وقد يراقبون أمهم نفسها، والأدهى من ذلك أنهم سوف يورثون هذا السلوك الشائن لأبنائهم مستقبلاً.
وإذا كان لابد من تجسس الزوجة على زوجها فنحن في زمن تتوافر فيه أجهزة التنصت والتجسس التي يمكن الاستعانة بها بدلاً من تجنيد الأبناء في هذه المهمة الغير أخلاقية حتى لا تتزعزع ثقة الأبناء بوالدهم الذي يجب أن يكون قدوة لأولاده وليس رجلاً مشبوهاً في نظرهم.
عموماً فإن الزوجة التي تجند أبناءها للتجسس على والدهم هي امرأة غير واثقة بنفسها ولديها عقدة نقص لكنها لا تحاول أن تصلح نفسها وكل ما تستطيع فعله هو أن تضغط على الزوج بأن يصطحب أبناءها معه إلى كل مكان يذهب إليه وهي تعتقد أنها بذلك تضمن الاستقرار لعائلتها ولكنها لا تدرك عواقب تدريب أولادها على التجسس كما أنها لا تضمن أن تكون هي نفسها عرضة لوضعها تحت المراقبة.