كيف تواجه ارتفاع الأسعار؟!
هل تعرف ما هو الضغط رقم واحد الذي يواجه كل بيت من بيوت الناس في هذا العالم في أيامنا هذه؟!
اتضح نتيجة دراسة ميدانية أن الشئون المالية هي في صدر قائمة ما يضايق الأسرة سواء في عالمنا الثالث أو في الدول الغربية، ويستوي في ذلك المحدود الدخل والمليونير!
واتضح أيضاً من تلك الدراسة أن سبب تعرض الإنسان لأزمات مالية ليس هو القدر الذي يحصل عليه من المال، وإنما رغباته في الشراء والاقتناء والتملك التي تفوق إمكاناته المالية، فالفقير مثلاً يطمح في أن يستخدم وسائل مواصلات بالدرجة الأولي أو امتلاك دراجة أو موتسيكل كما أنه قد يحلم بامتلاك عربة، وهذه كلها أو جُلها قد تفوق القدر الذي يملكه من المال.
كذلك الغني يطمح في شراء شقة أفخم من شقة جاره الجديدة، أو تجديد سيارته أو...
من المضغوط أكثر؟
وأكد المتخصصون الذين قاموا بتلك الدراسة أن الأسر ذات الدخل المتوسط والتى لديها أطفال في مرحلة النمو، تتعرض للضغط أكثر من غيرها من الأسر، ويزيد من المشكلة أن الأسعار تتزايد مع الأيام بشكل لا يتناسب مع نسبة زيادة الدخل.
بعض الناس!
وهناك بعض الناس- قد تكون أنت واحداً منهم – يتمتعون بالمقدرة على التدبير المالي، وعمل موازنة لماليتهم، فتعيش أسرهم في استقرار، على حين نجد أناساً آخرين لهم نفس ظروف الفريق الأول من ناحية الدخل وعدد الأفراد في الأسرة والمستوى الاجتماعي لكنك ترثي لحالهم على إفلاسهم شبه الدائم، وشكواهم من عدم كفاية مالهم حتى نهاية المدة قبل موعد تلقيهم للدفعة الثانية من المال (سواء أسبوعياً أو شهرياً أو سنوياً).
هل هناك ضرورة لعمل ميزانية؟!
تأكد أن التضخم وارتفاع الأسعار أشياء خارجة عن أيدينا وأنها تسبب ضيقاً وضغوطاً علينا، ليس على جيوبنا فقط بل علينا كأفراد نفسياً وعضوياً وحتى روحياً، لذلك فإن عمل ميزانية، أي عمل نظام مالي، سواء للفرد أو للأسرة مما يعفيك ويعفي أسرتك من الضغوط، بل إن في ذلك تحقيق عشرة أحلى مع أفراد أسرتك ومجتمعك.
وعمل ميزانية وتخطيطها لا يجب أن يجبرك على التقتير والبخل في حياتك، وإنما الهدف من ذلك هو رؤية حدود حريتك المالية التي تعيش في إطارها.
كما أن تخطيط ميزانيتك يجعلك مستعداً لما هو غير متوقع، سواء المناسبات السعيدة أو المناسبات الغير سعيدة، فكل إنسان منا معرض لذلك، والاستدانة هي أسوأ الحلول للخروج من مأزق غير متوقع.
من يقوم بعمل الميزانية؟
إذا كنت أعزب تعيش بمفردك فلا شك في أنك المسئول عن ميزانيتك، وإذا كنت عضواً بأسرة، فلا شك في أنك تعرف ما إذا كان الوالدان يقومان معاً بتنظيم الميزانية أو أحد الوالدين يضطلع بهذه المهمة، أو أن هناك إهمالاً للميزانية بدعوى أن الدخل زائد فلا داعي للنظام، أو على العكس أن الدخل محدود جداً فلا داعي للنظام!
والموازنة النموذجية لأي بيت يقوم بعملها الوالدان معاً، ومعهما الأبناء أيضاً مما يمرسهم على تحمل المسئولية ويحليهم بالحساسية حتى تكون مطالبهم في ضوء إمكانات البيت.
لم يتأخر الوقت لتبدأ الآن بعمل ميزانية للبيت.
احذر من خطأين:
الخطأ الأول: أن تعتقد أن التخطيط للميزانية هو مجرد تسجيل للمصروفات فقط، فيدون الشخص المصروفات لمدة شهر أو شهرين، فلا يجد فائدة عملية لذلك ثم يتوقف، اللهم إلا لدراسة ما يتم إنفاقه لتلافي الأخطاء في هذا المجال مستقبلاً.
الخطأ الآخر: محاولة تصحيح بعض عادات الإنفاق السيئة في فترة زمنية قصيرة. وهنا يجد الفرد أن الميزانية صارمة فيصاب بالإخفاق ويستسلم لليأس.
كن واقعياً والحب قبل الخبز دائماً:
يجب أن تكون على دراية بأسعار اليوم ولا تعيش بأسعار الأمس، كذلك تجنب الوقوع في الأدوار التقليدية التالية:
• قد يشعر الإنسان بعدم كفاية بسبب ضيق مالي عندما ينخفض مستوى المعيشة أو تضطر الزوجة للعمل، فإن اعتداد الزوج بنفسه قد يتأثر.
• قد تشعر الزوجة بخجل وعدم كفاية إذا عجزت عن ترشيد المبلغ المالي المخصص للانفاق بالمطبخ مثلاً قبل المدة المحددة.
• قد يلجأ الزوج دون أن يدري إلى التحكم في أفراد الأسرة بسبب فقد السيطرة على ماليته، إذ يلجأ بعض الرجال في محاولة إثبات شخصياتهم، زيادة السيطرة والتحكم في حياة أفراد أسرته.
• قد يوجه أحد الزوجين اللوم إلى الآخر إذا تعثرت الميزانية أو واجهت الأسرة موقفاً مالياً متأزماً، وهنا يقول علماء النفس إنه إذا وجه أحد الزوجين لوماً إلى الآخر فإن السبب ليس الموقف المالي وإنما هو سبب آخر أعمق من ذلك، بل إن علماء النفس يتفقون على أن الضائقة المالية قد تؤدي إلى ربط أفراد الأسرة معاً بروح الوحدة والمحبة، كما أن الصغار يتعلمون المشاركة في تحمل المسئوليات فلا تصدق ما يشاع من أن الحب يخرج من النافذة إذا دخلت المشكلات المالية من الباب؛ فالأبناء يحتاجون إلى الحب قبل الخبز والنزهات، فليست النقود هي الحاجة الأولى للأبناء.
كيف تضع ميزانية بيتك؟!
• سجل كل الدخل الثابت.
• سجل كل المنصرف الثابت.
• سجل كل المشروعات التي تحلم بتنفيذها.
قد تعرف مقدار دخلك (اليومي أو الأسبوعي أو الشهري أو السنوي) تماماً، لذلك وجب عليك أن تعرف كم جنيهاً يجب إنفاقه، فلا يتعدى ما تنفقه دخلك، وإلا صدمتك النتيجة!