هيكل
الهيكل بناء مخصص لعبادة الإله . والكلمة فى العبرية هي هيكل كما هي فى العربية ، وتعنى القصر أو البيت العظيم ، وقد ترجمت فعلاًإلى قصر 31 مرة ( 1 مل 21: ، 2 مل 20 : 18 ، مز 45 : 8 و 15 ،أم 30 : 18 ، اش 13 : 22 ، ، اش 39 : 7 ، دانيال 1 : 4 ، 4 : 4 و 20 و 5 : 5 ، 6 : 18 ، نا 2 : 6 ) . وهى أصلا مشتقة من الكلمة الأكادية إكالو المستعارة بدورها من الكلمة السومرية إيجال أى البيت العظيم ( وفي المعجم العربى ، الهيكل : الضخم من كل شئ )
وعلاوة على استخدام الكلمة للدلالة على الهيكل فى أورشليم ، فإنها استخدمت أيضاًفي الإشارة إلى خيمة الشهادة في شيلوه ( 1 صم 1 : 9 ، 3 : 3 ) ، وإلى مسكن الرب فى السماء (2صم 22 : 7 ، مز 11 :4، 18 : 26 اش 6 : 1 ) ، وإلى المعابد الوثنية ( يؤ 3 : 5 ) .
كما أنه كثيراًما تستخدم كلمة بيت ( فى العبرية كما في العربية ) فى الإشارة إلى الهيكل ، سواء كان إلى هيكل وثن ( قض 9 : 46 ، 2 مل 10 : 21 .. الخ ) أو إلى هيكل الله فى أورشليم ( 1 مل 6 : 2 - 10 ، 2 أخ 35 : 20 .. الخ ) .
وقد أسفرت الاكتشافات الأثرية عن الكثير من المعابد الوثنية في أرض كنعان . وكانت تتكون في الغالب من ثلاث حجرات رئيسية ، وهي الحجرة الأمامية أو الرواق أو المدخل المسقوف الذي يؤدي إلى المقدس الحقيقي ، الذي كان مدخله عادة عبارة عن بهو أعمدة يحمل السقف ، وكان به عادة مذبح لتقديم القرابين ، ومقاعد حجرية بجانب الحائط . ثم الحجرة الداخلية وهي قدس أقداس الهيكل ، أو المحراب . وكانت عادة ترتفع عن مستوى الأرض ، ويُصعد إليها بسلالم . وكانت تشتمل على قاعدة يوضع عليها تمثال الإله ، أو مشكاة فى الحائط لنفس الغرض .
وقد كشف عن معبد بيت إيل بريث ( قض 9:46) في شكيم ، ويبدو أنه كان حصناًضخماًبه عمود مقدس في الفناء . والأرجح أن معبد داجون فى أشدود ( 1 صم 5 : 2 - 4 ) 1 أخ 10 : 10 ) كان سبيها بمعبد عشتاروث ( 1 صم 31 : 10 ) في بيت شان .
وسنقصر كلامنا هنا على هيكل الله في أورشليم ، وقد بُني ثلاث مرات :
2) داود والهيكل
(أ) بناء الهيكل: كان داود العامل الرئيسي في بناء الهيكل، فيمكن أن يسمى بحق الهيكل الذي بناه داود (فهو أول من رغب في بنائه، وقد أعد كل ما لزم لبنائه، وأعد العمال المهرة اللازمين للعمل (2أخ2: 7) وأعطى رسمه لابنه سليمان.
ومع أن داود رغب في أن يبني هيكلاًللرب، وقد استحسن الرب ذلك (2صم 7: 1-17) ولكنه لم يسمح لداود ببناء الهيكل (1مل 5: 3؛ 8: 18)، بل قال له إن ابنه سليمان هو الذي سيبني الهيكل (1مل 5: 5؛ 2أخ 6: 10)، ووعد بأن يضع اسمه في البيت الذي سيبنيه سليمان (1مل 8: 15و24). وقد ذكر سليمان ذلك في صلاته عند تدشين الهيكل (1مل 8: 22-53؛ 2أخ 6: 5-42؛ انظر أيضاً2مل 21: 7؛ 2أخ 33: 7).
(ب) العبادة في الهيكل: نقرأ أن داود هو الذي عمل آلات الغناء لأجل حمد الرب (2أخ 7: 6) كما أنه كتب الكلمات التي كان يتغنى بها اللاويون في الهيكل (2أخ 29: 3)، وإليه تنسب الكثير من المزامير التي كانت تستخدم في العبادة في الهكيل، كما أنه هو الذي رتب الخدمات للكهنة واللاويين وقسمهم إلى فرق تتناوب الخدمة (2أخ 8: 14).
وظل تأثير داود في العبادة في العصور التالية كما كان الحال في أيام سليمان ابنهن فعندما حدثت النهضة لفترة قصيرة في أيام يهوآش الملك، عين يهوياداع الكاهن مناظرين على بيت الرب عن يد الكهنة اللاويين الذين قسمهم داود على بيت الرب ... (2أخ 23: 18).
وفي أيام النهضة في عهد حزقيا الملك، أوقف اللاويين في بيت الرب بصنوج ورباب وعيدان حسب أمر داود ... وعند ابتداء المحرقة ابتدأ نشيد الرب والأبواق بواسطة آلات داود ملك إسرائيل (2أخ 29: 25-27) حتى قيل عن أيام حزقيا من أيام سليمان بن داود ملك إسرائيل لم يكن كهذا في أورشليم (2أخ 30: 26).
ونقرأ أيضاًأنه في أيام يوشيا الملك، أمر الملك الكهنة قائلاً: أعدوا بيوت آبائكم حسب فرقكم حسب كتابة داود ملك إسرائيل (2أخ 35: 4و15).
وبعد العودة من السبي وبناء الهيكل الثاين في أيام عزرا ونحميا، نرى حرصهم الشديد على مراعات الترتيب الذي وضعه داود: ولما أسس البانون هيكل الرب أقاموا الكهنة بملابسهم بأبواق واللاويين بني آساف بالصنوج لتسبيح الرب على ترتيب داود ملك إسرائيل (عز 3: 10؛ نح 12: 24و36و45و46).
أنظر : برج داود- بيت داود - مدينة داود - داود في العهد الجديد - داود والهيكل
3) الهيكل بني ثلاث مرات
(1)هيكل سليمان:
دام العمل فبة سبع سنوات ، وقد هدمه وحرقه الكلدانيون
وأعطى داود سليمان ابنه مثال الرواق وبيوته وخزائنه وعلاليه ومخادعه الداخلية وبيت الغطاء ومثال كل ما كان عنده بالروح لديار بيت الرب ولجميع المخادع حواليه ولخزائن بيت اللـه وخزائن الأقداس ( 1أخ 11:28و12).
ويذكر خزائن بيت اللـه و خزائن الأقداس مما يدل على وجود نوعين من الخزائن، ولعل المقصود بخزائن الأقداس الخزائن التي كان يضع فيها الملوك كل ما يقدسونه للرب قبل أن يدخل إلى خزائن الرب. وفي القصص المتكررة عن سلب الهيكل ونهبه مراراً، نقراًعن أخذ خزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك (1مل 26:14، 15:15و18 2مل 18:12، 14:14، 8:16، 15:18، 13:24).
وفي ملحمة إصلاح يهوآشللهيكل نجد لمحة عن وجود خزائن بيت الرب و استخدامها، إلا أن هذا الضوء لا يلبث أن يخفت ثانية (2مل 12، 2أخ 24)، ونعرف من سفر إرميا أن بيت الملك كان إلى أسفل المخزن (إرميا 11:38)، أي في مستوى تحت السور الجنوبي.
جدد بنائة زربابل بعد الرجوع من سبي بابل
(2)الهيكل الثاني:
نرى في سفر نحميا، أنه كان في الهيكل الثاني مخدع عظيم حيث كانوا سابقاً يضعون التقدمات والبخور والآنية وعشر القمح والخمر والزيت ( نح 4:13و5، انظر أيضاًملاخي 10:3)، كما نقرأ أن مشلام رمم سور المدينة مقابل مخدعه (نح 30:3)، وكان هو واللاويون معه حارسين الحراسة عند مخازن الأبواب (نح 25:12)، وربما كانت تلك الأبواب بوابات للخروج من الجانب الجنوبي كما كان في هيكل هيرودس.
(3)هيكل هيرودس في العهد الجديد:
جدده وأصلحه هيرودس الكبير قيل الميلاد بنحو سته عشر سنه، توطيدا لحكه علي اليهود
أطلق اسم الخزانة في هيكل هيرودس على ساحة النساء حيث كان يوجد ثلاثة عشر صندوقاًعلى شكل البوق لتلقي فيها تقدمات العابدين. وفي ذلك المكان جلس يسوع تجاه الخزانة ونظر كيف يلقي الجميع نحاساًفي الخزانة ... فجاءت أرملة فقيرة وألقت فلسين قيمتهما ربع (مر 41:12 - 44، لو 1:21-4).
وقد أطلق على هذا القسم من الهيكل صراحة الخزانة حيث نقرأ: هذا الكلام قاله يسوع في الخزانة وهو يعلم في الهيكل (يو 20:
. ولا نعدو الحقيقة إذا استنتجنا من هنا أن هذه الساحة كانت هي المكان المعتاد الذي كان يجلس فيه الرب في الهيكل ليعلِّم.