غابة الأحلام - للأطفال
غابة الأحلام
مسرحية للأطفال
شخوص المسرحية :
عائله الأرانب
أرينبة :
ارينب
ارنوبة : أمهما
عائلة القردة :
قريد
قرود
الآخرون :
الأسد
الصقر
الدب
ضفدوع
قطرة الماء
الصرار
ملحوظات إخراجية
من المهم التذكير أن الطفل الذي تتوجه له المسرحية ، هو طفل لا يمكنه التركيز كثيرا ، فبطء الإيقاع أو نمطيته، يمكن أن تؤدي به إلى الملل...
أتوقع أن الطفل المشاهد لهذه المسرحية يجب أن يظل مستثارا ، عن طريق إيقاع سريع ، وفضاء متجدد بأحداثه وأدائه، وأن يشمل الإنجاز
التنويع ، واعتماد أساليب مختلفة بين الغناء والرقص والتمثيل ، مع الاستفادة من تقنيات البهلوان والأداء الخفيف والتلوين في الصوت...
واقترح في هذا الصدد ، اعتبارا لطبيعة الميل الشعري في كتابة هذا النص أن يجد المخرج سبيلا كل ما أحس ذلك لإنجاز مقاطع غنائية على
شكل محاورات غنائية، مثلما هم الحال في البرلوغ. مثلا. فيما يتعلق باللغة، فإن كتابتي باللغة العربية تدخل ضمن قناعتي بأهمية اللغة في إغناء
مخيال لطفل ورصيده التعبيري ، لكن إذا ما كان من الضروري ، لأهداف تربوية، تحويله إلى لغة عامية ، فللمخرج ذلك ، شرط أن يشير إلى
الشخص الذي قام بالتحويل...
لكن هذا لا يجوز بالنسبة للأشعار داخل النص..
البرولوغ
مجموعة الحيوانات ، ترحب مغنية بالمشاهدين الصغار
أطفالنا
جمهورنا
أحبابنا الصغار
عيوننا
قلوبنا
يا تحفة النظار
جئناكم نروي
حلو الحياة ومرها
ونكشف عن سرها
ونحلم بفجرها
نذود عن أرضنا
إن مسها سهم العدا
أو ضرها الغزاة
فتهيئوا أطفالنا
يا وجه الحياة
لنركب خيالنا
ونسبح في بحره
وننعم يعطره
ونهتف : لتحيا الحياة
لتحيا الحياة
لتحيا الحياة...
الصرار : من بين المجموعة :
أنا .أنا
أنا الصرار
عازف القيتار
صديق الجميع
يحب الربيع
ويعشق ضوء النهار
المجموعة :
كان في غابة الأحلام
حلما يجول كالعادة
يروي لنا حكايات
عن مجد غابر
عن منهكين
وكادحين
وحاكمين وسادة
يحكي لنا
لنصنع من حكيه قلادة
كان في غابة الأحلام
حلما يجول كالعادة
الصرار :
أصافح شجيرة
أراقص زهيرة
وأرسل السلام
لعصفورة تطعم صغارها
ونخلة تخرج ثمارها
وعالم يجد
يكد
ويبني جمال دنيانا
يملؤها خبا وحنانا
الأرانب :
يا ليث بيتنا
يا عمنا
يدوم لنا
الصرار
يدوم يدوم
إن حميتم
أرضه وسقفه
والسماء
الأرانب :
يدوم يدوم
الصرار
إن دام الوفاء
الأرانب :
يدوم لنا
وأحبابنا
المجموعة :
فلتنعموا بما أنتم
وإن تعلمتم
يزداد البيت بهاء
قرود : والذي ظهر للتو
أنا قرود خضر
أنط ألهو
أعاند الطيور
وأكره القيود
وحياة الضجر
المجموعة :
قرود حضر
قرود :
إن لم أخطو
أو أعبر الحدود
أحسني مثل الحجر
الصرار
وسع مدارك العقل بالرحلات
أين أين شئت
وحين نشاء
لكن حاذر الخطر
المجموعة :
أطفالنا
من حياتنا نروي لكم
في مسرحنا الصغير
عن غابة الأحلام
وأهلها
وكيف كادت
يوما تصير
تصير جحيما
بلا أمان
يموت زهرها
وطيرها
ونصير خبر كان...
إظلام .. سوى على الصرار الذي يأخذ في العزف على قيتارته.
المشهد الأول
تخرج أرينبة من بيتها تحمل سطل ماء ، تهم برشه أمام باب البيت ، لكنها تتوقف عندما تلمح قرود حاملا حقيبته.
أرينبة – صباح الخير يا قرود
قرود لا يجيب، يستمر في سيره
أرينبة : قرود .. ( وبصوت أعلى) ألم تسمعني ؟ لقد قلت لك صباح الخير.
قرود : ( ينظر إليها) طيب .. حسنا ( ثم يهم بالذهاب)
أرينبة : ألا ترد على تحيتي .. إذا حييتم فردوا بأحسن منها.
قرود : أرجوك يا أرينبة.. مزاجي ليس على ما يرام.
أرينبة : أنا أريدك أن تجيب بلسانك ، لا بمزاجك.
قرود : حسنا .. صباح الخير .. صباح الفل والياسمين.. ( يحمل الحقيبة)
أرينبة : أتحمل حقيبتك من جديد..
قرود : كما ترين .. نعم ( وبغضب) لكن هذه المرة لن أعود.. سأترك هذه الغابة إلى الأبد.
أرينبة : يا ويلي .. تترك الغابة ؟ والأهل ؟ والأصدقاء؟
قرود : سأترك كل شيء.. الأشجار والأزهار والأحجار.. لن أبقى ليلتهمني صقر جائع...
أرينبة : إذن أنت تهرب
قرود : أهرب ، أهرب من الموت يا أختي .. أعندك مانع ؟ هذا صباح لا خير فيه .. وكل صباحاتكم لن يكون فيه خير ... فالصقر فوق رؤوسكم حتى تموتون.. ( يذهب مسرعا)
أرينبة : قرود .. قرود.. ( بصوت خافت) مع السلامة يا قرد
المشهد الثاني :
يظهر السنجاب أعلا الشجرة.. يضحك بشكل يثير الضحك
السنجاب : أرينبة ؟
أرينبة : صباح الخير أيها السنجاب ..
السنجاب : صباح الخير .. لكن ، دعيك من هذا.. هل رحل قرود؟
أرينبة : نعم نعم رحل.. السنجاب:ولا ينوي العودة...
السنجاب : أحمق ...
أرينبة : كل يوم يرحل من بيننا أحد ، سواء خطفه الصقر أو هرب... انزل يا سنجاب انزل.
السنجاب : أبدا يا أرينبة.. أفضل أن أبقى بين الأغصان الكثيفة حتى لا يبصرني الصقر.
صوت من الداخل
أرينب : أرينبة
أرينبة : ماذا يا أرينب
أرينب : أين الفطور
أرينبة : لم أهيؤه بعد.
أرينب : ( يظهر وهو يحك عينيه) ماذا ؟ وماذا كنت تفعلين.. كالعادة تثرثرين مع العائد والرائح.
أرينبة : ولماذا لا تهيؤه أنت ؟
أرينب : ماذا؟ أنا؟ ألا تخجلين؟ أنا ذكر وأنت..
أرينبة : ليس هناك من فرق بيننا
السنجاب يضحك
أرينب : اغرب عن وجهي أيها السنجاب، فأنا أكره الطريقة التي تضحك بها؟
السنجاب : وأنا أكره الذي يكرهني.
أرينب : ألن تذهب؟
السنجاب : أنا في بيتي . ماذا تريد ، أن أهجره ، وافعل مثل قرود.
أرينب : وهل رحل قرود؟
أرينبة : نعم رحل، ولا ينوي العودة.
أرينب : أرأيت.. ؟ أنتم لا تريدون أن تسمعوا كلامي ، لم يبقى أمان في هذه الغابة، فلماذا تصر أمي أن تبقى.
أرينبة : لأن هنا بيتنا؟ هنا ولدنا ونشأنا، ونشأ أجدادنا...؟
السنجاب يضحك .. أرينب يتناول حجرا ويهم أن يقذفه به. السنجاب يختفي...
الصرار:
هكذا في الغابة كانت الحياة تمضي
لهو وخصام
أوهام وأحلام
وكره ووئام
فهل يكفي ذاك
لأترك أرضي
المشهد الثالث
صوت استغاثة من بعيد، يقترب الصوت شيئا فشيئا.. يدخل قرود...
قرود : أنقدوني .. النجدة ..
أرينب : ما بك ...
قرود : الصقر .. الصقر
أرينب : ما به
قرود : لم أكد أن أعبر آخر شجرة...
أرينبة : وبعد
قرود : حتى أحسست بظل يكبر فوقي.. رفعت عيني ، فإذا هو الصقراللعين يهم أن ينقض علي..
السنجاب : ( يضحك) هل أكلك؟
أرينب : نحن لا نمزح أيها السنجاب اللعين.
أرينبة : وبعد يا قرود...
قرود : رميته بالحقيبة وجئت جريا، أتخفى بين الأشجار حتى وصلت... ختما.. سيأتي ورائي ..
أرينب : اهدأ .. وهيا بنا نختبئ .. تعال أدخل إلى بيتنا..؟
يظهر قريد ...
قريد : ما بك يا قرود... الم ترحل...
قرود : لقد كدت أهلك ..
قريد : قلتها لك ولم تصدقني .. هي موت واحدة ... وإذا هربت من صقر هنا ستجد صقرا هناك ...
قرود : ليس هذا وقت الكلام ...
صرخة مرعبة .. ونداء استغاتة ...
صمت.. ثم صوت الغيتار
الصرار
واحد آخر هوى
بين مخالب الصقر
المجموعة :
مثل الأمس
وقبل الأمس.
نحيا ثم يرمى بنا في الرمس...
الصرار:
ونظل نبكي لحظة
ولحظة.. وننسى...
ونسلو
ننط ونلهو
حتى إذا
هوى واحد آخر.. بين مخالب الغدر
حزننا انفجر
ثم يخبو
وتمضي الحياة
لهو وخصام
أوهام وأحلام
وكره ووئام
فمتى نعيش في سلام
متى متى
يعيش السلام.
إظــــــــــــــــلام