--------------------------------------------------------------------------------
آه ، لقد أشرقت الشمس ، ما أحلى الصباح ، ها أنا سوف أبدأ يوم جديد ، لكن مهلا ، أين أنا ؟ نعم أنا في غرفتي و لكن مهلا من هذا النائم في سريري ؟ سوف أذهب لأوقظه و أسأله ... يا هذا ، يا هذا !!! استيقظ . كم يشبهني هذا الشخص النائم ، كلا إنه لا يشبهني فقط ، إنه أنا ولكن كيف ؟ كيف أكون في مكانين ؟ لحظة لأنظر في المرأة لأرى كيف أبدو ؟ عجبا فأنا لا أرى نفسي في المرأة ، يا إلهي لقد مت وفارقت روحي جسدي ، و جسدي هو الموجود على السرير. هاهي أمي أتت لتوقظني " ماجد قوم " ، " ها أنا يا ماما ، ألا تريني " . يا حزنك يا أمي ، سوف تكون مصيبة شديدة عليك . " يا بني ، قوم ، متتعبنيش معاك ، معاد الكلية ، كده ها تتأخر " ثم ابتدأت في ضربي لكي أستيقظ و لكن لا حياة لمن تنادى . " يا أبو ماجد ، الحقني يا خويا ، الواد ما بيحطش منطق ، يا بني رد على ، الله لا يسيئك ، يارب هو إيه اللى حصل ، يا أبو ماجد ، روح جيب الدكتور بسرعة ، الواد بيضيع " . " يا أمي لقد سبق السيف العزل ، أنا ضعت خلاص "
جاء الطبيب و أعلم أبي و أمي بالحقيقة المفجعة و يا لها من صدمة مفجعة أن يموت ابنهما الوحيد في ريعان شبابه ، ولكنني أشعر إني حر الآن ، ها أنا أطير في الجو ، يا له من إحساس لذيذ و ..... يا للكارثة ، إنني لم أعترف منذ حوالي أربعة أشهر ، و لم أتناول من جسد الرب ودمه . وحسرتاه هل ضاع العمر سدى . و لكنني كنت و لد طيب على حد قول الجميع و لا شك إن الله سوف يذكر لي بعض المحاسن ، ولكنني كثيرا ما أخطأت .... لا ، لا ، أريد الرجوع لجسدي و لو لساعة واحدة لأتوب و أعترف و أتناول .... ها أنا بغرفتي و لكن لا يوجد أحد على سريري و لكن أين جسدي " ماما ، أين جسدي ، أين ذهبت بالجسد ، أريد الرجوع لجسدي و لو لساعة ، أريد العودة للحياة ، إنها لا تسمعني و لا تراني ، لا بد أنهم قد دفنوا جسدي ، إذا فقد ضاعت الفرصة الأخيرة و لا أمل لي إلا في رحمة الله و شفاعة القديسين .
ما هذا الذي أراه ، إنها سحابة كبيرة يجلس عليها أشخاص كثيرون ، من هولاء ؟ إن السحابة تقف بجانب بيت صديقي ميشيل ، يا إلهي لقد مات جد ميشيل و هوذا يصعد على السحابة.
ثم اقتربت السحابة مني ،و رأيت ملاك يناديني قائلا : ماجد يوسف صليب تكلا . و ركبت السحابة مع الذين ماتوا مثلي في تلك الساعة و ها نحن نخترق عباب السماء و نصعد إلى ما بعد الأكوان حتى بلغنا هدفنا ، فسألت الملاك ، أين نحن ؟ قال لي إننا في مكان الانتظار حتى نعرف هل سندخل ملكوت السموات أم الجحيم ؟ ولم يطل انتظاري أو طال فأنا لم أشعر بالوقت و سمعت اسمي فدخلت إلى مكان مثل قاعة محاكمة و كان ملاك يجلس في ناحية و رئيس الشياطين يجلس في ناحية أخرى ، و كل منهم معه كتاب و لكني لاحظت إنك كتاب الشيطان مكتظ بالصفحات و أما الملاك فمعه بعض الوريقات الصغيرة .
بدأ الملاك يسرد الأعمال الحسنة التي فعلتها حتى فرغ ، ثم بدأ الشيطان يعدد الخطايا قائلا : إنني كذبت ألف مرة ، ولكن الملاك اعترض قائلا : إنه تاب و اعترف عنهم . فقال الشيطان : لقد زنى كثيرا ، فقلت له معترضا : هذا مستحيل ، و لكن الملاك فتح الكتاب المقدس على الموضع الموجود فيه : كل من نظر لامرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه . و استمرت المحاكمة و أحسست إنها النهاية .
ثم سمعت صوت ربي و إلهي و هو يقول لي : بعد أن سمعت المحاكمة ، ماذا تتوقع ؟ و أين تريد أن تذهب ؟ ثم رأيت بابين ، باب رأيت بداخله ما لا تراه عين و ما لم تسمع به أذن و ما لم يخطر على قلب بشر . و باب آخر سمعت صوت البكاء وصرير الأسنان. فقلت لربي : أريد ملكوت السموات . فقال لي : إن الذين معي هم مارمينا و مارجرجس والبابا كيرلس و القديس أبأنوب و ...... هل أنت مثلهم ؟ فأجابت إنهم قديسين و أنا شخص عادي . فقال لي : و ماذا عن هذا الشخص , فلما رأيته ، عرفته ، إنه عم شنودة بواب الكنيسة . قال لي ربي :إنك لم تفعل في حياتك عشر ما فعله هذا الرجل البسيط ، فبأي حق تريد دخول الفردوس ؟ اذهب عني ، إنني لا أعرفك .
فصرخت قائلا : كلا يارب ، لا تتركني ، إنني ابنك ، ارحمني يارب . و وجدت نفسي أسقط في هوة عميقة و أرى النيران تلفح جسمي و ..... و كوب ماء مثلج يبرد هذه النيران ......و إذ بي أستيقظ لأرى أمي الحبيبة ترش و جهي بالماء بعد أن فشلت محاولات لإيقاظي ......
تبت و اعترفت و تناولت من الأسرار المقدسة . و تغيرت حياتي تماما ، و أشكر إلهي لأنه أعطاني هذه الفرصة .
_________________
(*^*) المر الذى يختارة اللة لى افضل من الشهد الذى اختارة لنفسى (*^*)