--------------------------------------------------------------------------------
إلي متى سـتظل مشغولا بجريدتك ؟ تعال حالا لتحث ابنتك العزيزة علي تناول طعامها . تركت جريدتي و هرعت إلي موقع الأحداث فرأيت ابنتي الحبيبة ساندي خائفة تنهمر الدموع غزيرة من عينيها و أمامها وعاءا مليئا بالأرز . ساندي فتاة لطيفة و ذكية في السابعة من عمرها و لا تحب الأرز لذلك كانت أمي و زوجتي تصران علي أن تجعلاها تأكل وعاء الأرز كاملاً . ساندي حبيبتي أرجوك أكملي وعاء الأرز رحمة بي حتى لا تتشاجر والدتك معي . . . حاضر يا أبي ، مسحت دموعها و بدأت تأكل الأرز قائلة : يا أبى أني لن أأكل فقط جزءا منه بل سأنهي الوعاء بكامله , و ترددت ثم أكملت : إن فعلت ذلك هل تعدني يا أبي أنك ستوافق علي أي شئ أطلبه ؟ بالتأكيد يا حبيبتي هذا وعد مني . ثم التفتت إلى والدتها و قالت : رجاء أن توافق أمي أيضاً . . . و بالفعل وافقت الأم. . . ساندي إني بدأت أقلق هل ستطلبين حاسب ألي ؟ أنت تعلمي أن بابا حالياً لا يملك ثمنه ؟ لا يا أبي أنني لن أطلب شيئاً غالي الثمن .
بهدوء و صبر شديد أنهت ساندي طعامها و جاءت إلي قائلة : يا أبي أنني أريد أن أحلق شعري تماماً يوم الأحد القادم . كان هذا هو طلبها . صاحت زوجتي : طفلة حليقة الرأس هذا مستحيل لم يحدث هذا في عائلتنا من قبل . قالت والدتي : أنها تشاهد البرامج التليفزيونية أكثر من اللازم . حبيبتي ساندي لماذا لا تطلبين شيئاً أخر و سيسعدنا أن نلبيه لك فوراً . . . لا يا أبى أنا لا أريد شيئاً أخر . . . ساندي لماذا لا تراعين مشاعرنا ؟ يا أبي قد رأيت كم كان صعباً علي أن أأكل الأرز بالرغم من كرهي الشديد له ، و قد وعدت أن تلبى مطلبي فقد كنت أنت من علمني أهمية تنفيذ الوعود التي نقطعها علي أنفسنا مهما كانت صعبة . هل جننت يا رجل !!! صرخت والدتي و زوجتي في نفس واحد . . . يا عزيزتي لو تراجعنا عن احترام وعدنا لها ، لن تحافظ هي مستقبلاً علي وعودها . و قد كان ، ذهبت مع ابنتي الحبيبة إلي حلاقي فهو الوحيد الذي يستطيع تحقيق أمنيتها هذه . بعد الانتهاء لاحظت كم أن وجه ابنتي جميلاً و عيناها أكثر اتساعاً .
يوم الاثنين كان عليۤ توصيلها إلي مدرستها وكنت أتذكر ضفائرها اللاتي كانت تنساب مرحة على ظهرها . في هذه اللحظة سمعت صوت صبي يقول : ساندي أرجوك تنتظريني أني قادم . فالتفت لأري طفلا في عمر ابنتي ليست في رأسه شعرة واحدة و كان بصحبة والدته التي بادرتني بالسلام قائلة : هذا الصبي الذي يعدو بجوار ابنتك هو جون ابني الذي أصيب بمرض سرطان الدم و لم يستطيع الحضور إلي المدرسة الشهر الماضي لأنه كان في المستشفى يتابع علاجه الكيميائي الذي أسقط شعره كما رأيت و كان شديد الخوف من الرجوع إلي المدرسة خوفاً من سخرية زملائه ، و لكن عندما زارته ابنتك الأسبوع الماضي وعدته أنها ستهتم شـخصيا بمسألة السخرية هذه , و لكنى لم أكن أتصور أنها ستعالجها علي هذا النحو . أنني متأكدة أن الله قد باركك أنت وزوجتك بإعطائك مثل هذه الابنة التي تملك روح محبة لم أري مثلها قبلا .
وقفت باهتا و فكرت : يا ملاكي الصغير هل تعلمين بابا معني المحبة ؟
مترجم
منقول