توقفت محركات السفينة الكبيرة عن العمل وبدء الفزع يجتاح كل الركاب ، كان البعض يضحك والبعض يلهو والبعض يتعجل الوصول وفجاءة اجتمع كل الركاب على إحساس واحد هو الخوف من اللحظات العسيرة القادمة ابتدأ القبطان في إنزال الركاب في قوارب النجاة عشرة تلو العشرة مبتدأ بالأطفال والنساء والشيوخ تاركا الرجال إلى النهاية امتلأت كل قوارب النجاة ستذهب ثم تعود من يدري هل ستنتظر السفينة عودة القوارب أم ستغرق ألان أو بعد بضع دقائق قليلة. جلس كل واحد إلى نفسه يتذكر ما هو سبب السفر ويسأل هل كانت الحياة تستحق كل هذا الضجيج سيفنى الجميع بعد لحظات أن لم تأتي القوارب لتحملهم إلى بر الآمان ستنهى الحياة في لحظة لن يطول انتظارها، بل قد تكون الآن ولكن في وسط كل هولاء رجلا واحد غير عبئ بكل هذا الضجيج لقد كان منذ البداية مختلف عن الباقين لا يلهو ولا يضيع الوقت كان دائم الصلاة ويحمل إنجيله دائما ووجهة لا تفارقه ابتسامة الرجاء والسلام حتى في اكثر اللحظات فزعا على عكس راكب آخر لم يكف عن الشجار طوال الوقت وفجاءة تأكد القبطان أن السفينة ستغرق الآن ورأى قارب نجاة واحد يقترب فاقترح عمل قرعة ليذهب في القارب القادم من ستقع عليهم القرعة ويستقبل باقي الركاب المصير المحتوم. وقعت القرعة على الشخص الممتلئ سلام فبكي الراكب المشاغب بكاء شديد قائلا كنت أود أن أحيا لأتوب عن كل أخطائي إن فقدت حياتي الآن لن يكون لي في الملكوت مكان. فنظر إليه الشخص الهادئ قائلا اذهب أنت في قارب النجاة وسأظل أنا في السفينة ولكن على شرط واحد أن تحيا حياتي بدلا منى واعتبر أن الذي مات هنا في السفينة هو أنت، حياتك القديمة بكل ما فيها،أعطاه إنجيله الذي لم يفارق يده طوال الرحلة وبقى هو في السفينة ورحل الآخر في قارب النجاة وهو ينظر إلى الشخص الذي قدم له الحياة ومات بدلا منه، ترى كيف ينبغي أن يكمل هذا الشخص حياته كي ينفذ شرط منقذه الذي مات من اجله دون ذنب. هل تعلم من هو هذا الشخص المشاغب انه الإنسان الذي كسر الوصية فاستحق الموت ولكنة لم يمت بل مات الله من اجله
أنه أنـــــــــــا............نعم قلها أنــــــــا
. فهل نحيا كما أراد الله لنا وهو يضع حياته عنا؟ أن نحيا كما يحق لإنجيله وهل صرنا نور العالم وملح الأرض أم بكينا لحظة موته وبعدها نسينا كل شيء