الملكة الساقطة..
هكذا يطلقون عليها في مدينة كرسنت بولاية كاليفورنيا حيث ترقد ممتدة على الارض ... كانت من قبل منذ مئات وربما آلاف السنين شجرة عملاقة تضاهي في ارتفاعها أعظم الاشجار ... ويبدوا ان حريقاً ضخماً شب فيها فحرمها من قوتها ، ثم هبت عليها عاصفة هوجاء فطرحتها ارضاً ... ثم اتت الطحالب وكستها والنباتات البرية غطتها ... وبدا كما لو ان الشجرة العملاقة قد استسلمت للهزيمة القاسية ... ولكنها لم تستسلم ، ومن حياتها الداخليه اعطت برعماً حياً ... ونما البرعم ليصير شجيرة فشجرة عظيمة تناطح السماء !!!
هذه القدرة على مواصلة الحياة تميز هذا النوع من أشجار غابات كاليفورنيا ... وهذه القدرة تميز ايضا اولاد الله .... فمهما كانت التحديات التي تواجههم والآلام التي تأتي عليهم ، فهم دائما ينمون ويكثرون وتزيد قوتهم وتتسع كرازتهم ، وتتحقق فيهم كلمات الوحي: بحسبما اذلوهم هكذا نموا وامتدوا (خر 12:1)
وضع أباطرة الرومان نصب اعينهم هذا الهدف : ان يقضوا على كل من يتبع الرب يسوع وان ينهوا على المسيحية .. قطعوا رقاب الآلاف ... حرقوا الاجساد ... ألقوا بالقديسيين للوحوش المفترسة ...
لـــكن هل تحقق الهدف ؟
ربما استرخوا على عروشهم الذهبية معتقدين ان الكنيسة في طريقها للزوال ...
لكن كـــــلا ... دائماً حياة الرب الغالبة الكائنة في أعماق الكنيسة المتألمة ترسل براعم حية جديدة .. براعم بلا عدد ... اُنظروا كيف تحدي ترتليان ( من رجال القرن الثاني) هولاء الاباطرة قائلاً : (استمروا في تعذيبنا ...
اسحقونا ... اعدادنا ستتزايد بقدر ما تحصدونا .. دماء الشهداء هي بذار الكنيسة )
إنك اقوى من العدو ،، فلا رجوع للوراء، و لا رضوخ للهزيمة ، ولا بقاء في سقطة .... ثق في كلمات الرب الثمينة ، التي تعلن لك انك تتمتع بقدرة اشجار كاليفورنيا على الاستمرار وتحدي الفشل ... هو يقول متحدثاً عنك: كالبطمة والبلوطة التي وان قطعت فلها ساق يكون ساقة زرعاً مقدساً (إش 13:6)
لا تخف قط هجوم العدو ... اٌنظر الي الرب وتشجع ... لقد اعطاك الحياه التي تستمر جاهد بكل ما يعطيك
روحة من قوة ... ثق انك ستعبر سريعاً فوق هزائمك ... وستسير من قوة الي قوة ... ومن مجد الى مجد ...
منقول