6- المعلومات المضادة... المتوفرة على الشبكة، التى تهاجم المسيحية كإيمان، أو الأرثوذكسية كعقيدة... وتنشر فى حرية كاملة البدع والهرطقات والإنحرافات العقائدية... سواء بطريقة موضوعية أو غير موضوعية. وهناك الكثير من حجرات الدردشة من هذا النوع السلبى.
7- الاستخدام الخاطئ... فقد يشعر إنسان بآلام فى الجانب الأيمن والأسفل من بطنه، فيستشير الشبكة، فتعطيه بعض المسكنات الطبية، التى تكون خطيرة على صحته. فهذا الألم قد ينتج عن حصوة أو تقلصات فى الحالب، أو القولون، أو عضلات البطن، وقد يكون نتيجة التهاب فى الزائدة الدودية، فإذا أخفيناه بالمسكنات، انفجرت الزائدة وتحولت إلى التهاب بريتونى خطير... لهذا يجب اللجوء للطبيب، وليس للإنترنت، فى الأمور الصحية.
كيف نتعامل مع الإنترنت؟
إن التعامل مع الإنترنت يحتاج منا أن نتبنى مبدأ :
"Select and Reject" أى "اختر... وارفض".. وهذا مبدأ كتابى هام: "امتحنوا كل شئ... تمسكوا بالحسن" (1تس 21:5)... لذلك يحتاج الشباب إلى أن يميزوا بين الغث والسمين، وبين البناء والهدام. والأهم من ذلك، يحتاجون بعد أن يميزوا... أن تكون لديهم قدرة تنفيذ الاختيار البناء، ومقاومة الأمور الهدامة..
هنا يبرز رب المجد يسوع، مسيح القيامة الحىّ، ليعطينا :
1- قدرة الإفراز والتمييز بين الخطأ والصواب...
2- قدرة تنفيذ الصواب والامتناع عن الخطأ...
3- الشبع الروحى الذى يعطينى إمكانية الإنتصار...
وبهذه المبادئ الثلاثة يمكن للشباب أن يتعامل مع الإنترنت بطريقة جيدة
1- التمييز بين الخطأ والصواب :
فالرب يسوع هو الذى يفتح عيوننا، وينير أذهاننا لنعرف الصواب من الخطأ ،والبرنامج البناء
من الهدام...
"يعطيكم... روح الحكمة والإعلان فى معرفته، مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته، وما هو غنى مجد ميراثه فى القديسين" (أف 17:1،18).
"أن تزداد محبتكم أيضاً أكثر فأكثر فى المعرفة وفى كل فهم، حتى تميزوا الأمور المتخالفة، لكى تكونوا مخلصين وبلا عثرة إلى يوم المسيح" (فى 9:1،10).
"أما الروحىّ فيحكم فى كل شئ، ولا يحكم فيه من أحد... أما نحن فلنا فكر المسيح" (1كو 15:2،16).
وهذا معناه أن الإنسان الذى تملأ قلبه محبة المسيح يكون مستنيراً، ويستطيع تمييز الصواب من الخطأ، إذ يكون له فكر المسيح، ويتحرك تحت قيادة الروح القدس، الذى قال عنه رب المجد: "متى جاء ذاك روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق... يأخذ مما لى ويخبركم..." (يو 13:16،16).
وفى هذا يقول معلمنا يوحنا: "أما أنتم فلكم مسحة من القدوس (مسحة الميرون المقدس) وتعلمون كل شئ... كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شئ، وهى حق وليست كذباً، كما علمتكم تثبتون فيه" (1يو 20:5،27).
ولا يعطينا الرب إمكانية التمييز فقط بل يعطينا أيضاً...
2- القدرة على تنفيذ الصواب :
فالإنسان الشبعان بمحبة المسيح، يستطيع بقوة الرب الساكن فيه، وبمسيح القيامة المستقر فى أعماقه، أن ينفذ الإختيار الصائب، ويهزم الإختيار الخاطئ... وفى هذا يقول الرسول بولس :
"الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أبناء الله" (رو 14:
.
"فى هذه جميعها، يعظم انتصارنا بالذى أحبنا" (رو 37:
.
"أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى" (فى 13:4).
"تكفيك نعمتى، لأن قوتى فى الضعف تكمل... لأنى حينما أنا ضعيف (بذاتى)، فحينئذ أنا قوى (بنعمة المسيح)" (1كو 9:12،10).
"النفس الشبعانة تدوس العسل" (أم 7:27).
وهكذا يستطيع الشاب المسيحى المؤمن، الشبعان بالنعمة، والمملوء بمحبة الرب، أن يدوس على العسل المسموم الذى تقدمه له شاشات الإنترنت، والتليفزيون، والأفلام المنحرفة، والمطبوعات الضارة. إنه قادر - بنعمة المسيح - أن يهزم كل هذه، ويهزم من ورائها عدو الخير، الذى "يجول كأسد زائر، ملتمساً من يبتلعه" (1بط 8:5).
3- الشبع الروحى الذى يعطينى إمكانية الإنتصار :
فمن المستحيل على النفس الجائعة أن تمتنع عن شئ ما، حتى لو كان مراً!! كما قال الحكيم: "النفس الشبعانة تدوس العسل. وللنفس الجائعة كل مر حلو" (أم 7:27).
إذن، فحينما يشبع الشباب روحياً من خلال :
فرص القداس الإلهى والتناول، والأصوام... فرص حفظ التسبحة والألحان الكنسية.
فرص الصلاة المتنوعة بالأجبية أو الصلوات السهمية، أو الصلوات الخاصة.
القراءات فى الكتب الروحية، وأقوال وسير الآباء القديسين.
الانتظام فى حضور الإجتماعات الروحية.
الخدمة للآخرين، التى تجعلنا نتلامس مع السيد المسيح شخصياً.
نقول... حينما يشبع الشباب بهذه الوسائط، سيدوسون عسل الخطيئة المسموم، سواء جاءهم على شاشة صغيرة أو متوسطة أو كبيرة، أو من خلال الحواس المختلفة، أو العلاقات التى يتعرضون لها فى المدرسة أو الشارع أو مكان العمل..
كذلك يحتاج الشباب إلى الإشباع الفكرى والثقافى، حينما يدرسون الكتاب المقدس، وعلوم الكنيسة، والثقافة العامة، حتى ما تمتلئ عقولهم بموضوعات ومعلومات بناءة، وتستنير بنور المسيح والحكمة والمعرفة. وحينئذ سيشعرون أن عندهم ما يشغلهم عن الشاشة : كالقراءة والدراسة والصلاة والتأمل... وقديماً قال الأنبا أنطونيوس: "كثرة القراءة تقوم العقل الطّواف"، كما قال أيضاً: "أتعب نفسك فى القراءة، فهى تخلصك من النجاسة".
الرب يعطى شبابنا المبارك روح الإفراز والتمييز، وقدرة إتخاذ القرارات السليمة، والاختيارات البناءة