سلام ونعمه رب المجد
صلوات المسيح
الصلاة هي الصلة الشفهية بين الإنسان والله. بيد أن الصلاة ليست دائماً شفهية، ولقد وصف أحدهم الصلاة بقوله:
إن الصلاة منية النفس الخالصة بالنطق كانت أم بالصمت. وإن كانت لنا رغبة ولو ضئيلة للشركة مع الخالق من حين إلى حين، فلا ننسَ أنه يشتاق إلى شركتنا في كل حين وفي كل حالة. "قبلما يدعون أنا أجيب وفيما هم يتكلمون بعد أنا أسمع" (إشعياء 24:65).
صلة الصلاة بين الإنسان والله بلغت كمالها في حياة ذلك الذي كان معادلاً لله وكان في الوقت عينه ابن الإنسان.. إنه مخلصنا ومثالنا الأعلى الرب يسوع المسيح. ولنا في خدمة يسوع الشفاعية والابتهالية مثال أفضل من أي وصف أو تعريف لمعنى الصلاة وأهميتها؛ كان بوسع يسوع أن يتكلم مع الآب بلا انقطاع؛ دون عائق أو حاجز بينهما، وليس كما يحدث - ويا للأسف - معنا حينما نشرع في الصلاة والخطية تكتنفنا بسهولة (عبرانيين 1:12). لقد كانت الصلاة لدى المسيح مناجاة مستمرة مع الله، وصفها أحدهم بأنها حديث الابن لأبيه يدور في جو المحبة والثقة المتبادلة (متى 25:11). وقد قيل عن أوغسطينوس إنه اعتاد التفكير والتأمل العميق بشكل المحادثة مع الله.
لنلاحظ رسول اعترافنا ورئيس كهنته وهو يمارس مهمة الصلاة (عبرانيين 1:3):
لقد استهلّ يسوع خدمته العلنية مصلياً في فعل المعمودية (لوقا 21:3، يوحنا 33:1)؛ وإذا بالسماء تنفتح والروح يستقر عليه.