يحسن بنا الإعتماد على صلاة قديسي الله ولو كنا نشيطين بتتميم الواجب، وربما تقول: ما الحاجة الى صلاة الآخرين، إذا كنت أتمم واجباتي بنشاط؟ فأنا لست بحاجة إليها! لم يقل القديس بولس الرسول: لا حاجة الى صلاة الآخرين. مع أن الذين صلّوا لأجله لا يُضاهونه بشيء. فكيف تقول انت ما حاجتي الى صلاة الآخرين عني؟ والقديس بطرس الرسول لم يقل ما الحاجة الى هذه الصلاة، بل قيل: "وكانت الكنيسة تصلي الى الله من أجله بلا انقطاع" (أعمال ظ¢:ظ¥) وأنت تقول ما الحاجة الى صلاة الآخرين؟
إنها تلزم، وخاصة لأنك لا تعترف بالحاجة إليها. إنك في حاجة الى صلاة الآخرين، ولو كنت معادلاً للرسل المتقدمين على غيرهم.
إنني أكرر القول أن صلاة الغير من أجلنا نافعة لنا إذا كنا نتعب بتأدية واجباتنا. أما شهد رسول المسيح بقوله :"لأني أعلم أن هذا يؤول الى خلاصي بصلاتكم وبإعانة روح يسوع المسيح" (فيلبي غ±:غ±ظ©) "والذي ينقذنا الآن بمعونة دعائكم لنا حتى أن كثيرين يودون الشكر على الموهبة" (ظ¢كور غ±:غ±ظ وغ±غ±) ولكن لا أحد يستطيع أن يساعدنا بصلواته إذا كنا متهاملين. فما الفائدة التي حصل عليها النبي إرميا لليهود؟ ألم يصرخ الى الله ثلاثاً ويسمع ثلاثاً: "وأنت فلا تصلي عن هذا الشعب ولا ترفع صراخاً ولا صلاة لأجلهم ولا تشفع إليّ فإني لا أسمع لك" (إرميا ظ§:غ±ظ¦) وما المنفعة التي قدّمها النبي صموئيل للإسرائليين؟ ألم يهلكوا جميعاً غير ناظرين إلى نبي الله الذي شهد عن نفسه: "وأما أنا فحاشا لي أن أخطئ الى الرب وأترك الصلاة من أجلكم" (ملوك الأول غ±ظ¢:ظ¢ظ£) لذلك يجب أن نعلم أن صلاة الآخرين من أجلنا تعود علينا بالنفع العظيم إذا قمنا بواجبات الصلاة نحن أيضاً. إن الصلاة تعمل وتساعد من يتمم واجباته، أما إذا كان متكاسلاً فلا تعود عليه بفائدة. ألم يصلِّ القديس بولس الرسول من أجل العالم بأسره؟ ألم نصلِّ نحن من أجل خلاص الجميع؟ فلماذا لا يصير الأشرار أبراراً؟ لأنهم لا يهتمون لنفوسهم! فالصلاة من أجلنا تفيدنا إذا أتممنا ما يجب علينا.