إجعله عام التصحيح بالإتحاد الحي بالمسيح
اسم الكاتب : القس الفريد صموئيل
30/12/2007
أحبائي
يعيش كثيرون في عالمنا اليوم بإسلوب يحتاج إلى تصحيح, ويتحدث العديد عن التصحيح في مختلف مجالات الحياة, وأفضل وسيلة للتصحيح هي معرفة المسيح الإختبارية, وهذه المعرفة تقود إلى إختبارات مباركة ومتعمقة, وتفسح المجال لكل إنسان مؤمن أن يتحد ويتوحد بالمسيح, وهذا هو الموضوع الذي ننهي به عاماً لنستقبل عاماً جديداً, ننهي به جيلاً لنبدأ جيلاً جديداً, ننهي به قرناً لنبداً لنستقبل قرناً جديداً, ننهي به ألفيةً ثانيةً لنبدأ ألفيةً جديدةً هي الألفية الثالثة.
وحدانية جسد المسيح- الروح الواحد- الثبات في الإيمان- الجهاد الواحد- الفكر والخدمة بنفس واحدة؛ إنه الإتحاد الحي مع المسيح (الإلتصاق بالرب- التكريس- الإرتباط- الشركة "شركاء الطبيعة الإلهية").
أولاً: حقيقة الإتحاد الحي بالمسيح" يو15:1ـ3".
(1) الكرمة الحقيقية: الجذع والأغصان معاً {1 كو12:12 } - كلمة الجسد تعني المسيح والكنيسة معاً.
(2) الكرام يتعهد الكرمة: بالثواب والعقاب وأساس الإتحاد في النقاوة بكلمة الرب المقدسة والمقدسة.
ثانياً: ناموس الإتحاد الحي مع المسيح: ع 4
دستور الثبات المتبادل:
(أ) ثبوت المؤمن في المسيح: هو المثابرة في الإيمان وإستمرار العيشة على الأمانة. هو تسليم المؤمن لحياته بإستمرار كحياة مكرسة لله دوماً, انه الحياة المجردة عن كل حكمة جسدية أو بر ذاتي، انه دوام العلاقة الحية؛ الإتحاد الحي المتفاعل والحيوي بإستمرار ان حياة الثبات هي شركة ومشاركة وتشارك, إنها علاقة تعاون وعمق؛ علاقة قوية ومتينة؛ لايؤثر على إستمرارها أي معطل.
(ب) ثبوت المسيح في المؤمن: هو إمتلاك المسيح للمؤمن إمتلاكاً تاماً وهو إمتلاء المؤمن من المسيح إمتلاءً لايعرف نقصاناً, إنه إمتلاء المؤمن بروح المسيح ـ الإمتلاء بالروح القدس؛ وما أجمل حياة الإمتلاء بالروح القدس؛ فيحيا المؤمن ـ ولكن بحياة المسيح، ويفكر ـ ولكن بفكر المسيح، ويحب ويبغض ـ لا بقلبه هو؛ بل بقلب المسيح اقرأ { غل 2:20 } (أ) شرط لازم ل (ب) ... و(ب) نتيجة طبيعية ل (أ) بل وشرط لازم لحياة التقديس والثمر الكثير الدائم.
ثالثاً: تطبيق هذا الإتحاد الحي بالمسيح: ع 5
الإلتصاق الدائم والمستمر بالمسيح {غل 3:28 ، 1كو6:17 } نحن الأغصان وليس الكرمة, المسيح هو الكرمة.
هناك ثلاثة أنواع من المؤمنين:
# تابعي الرب من بعيد: ويمثلهم بطرس {مت26:58}
# تابعي الرب عن قرب: و يمثلهم آساف {مز73:28}
# تابعي الرب بالتصاق: ويمثلهم حزقيا {2مل 18:6} "هلم فنلصق بالرب بعهد أبدي لاينسى"{ ار50:5 }.
رابعاً:عقاب التفريط في الإتحاد الحي مع المسيح: ع6
{يو15:6} فيه خمس درجات للقضاء على الغصن غير المثمر:
أـ يُطرح خارجاً- ويقابلها روحياً طرد الخوارج وغير المستعدين{مت 8: 12 و22:13}.
ب ـ فيجف- والجفاف يكني به عن حالة الإنسان التعيسة بعد أن يفارقه روح الله ويطرد من حضرة الرب { عب 6ـ 8 }.
ج ـ ويجمعونه- وهذا هو عمل الملائكة يوم الدينونة في اليوم الاخير {مت 13:41ـ43}.
د ـ ويطرحونه في النار- نار جهنم؛ وعذابات الضمير والذاكرة وما اليها وهي آلام لاتنتهي.
هـ ـ فيحترق- الحريق وهو الدرجة الختامية؛ التي يسدل بها الستار على اولئك الذين ادعو الإيمان بالمسيح من غير حق، وعاشوا حياة رياء ونفاق وكل هذا للتحذير والتنبيه للاستيقاظ والإيقاظ, فنتمسك بوعد الرجاء الراسخ لأن الذي وعد هو أمين.
خامساً: مكافأة الاحتفاظ بالاتحاد الحي مع المسيح:
المكافأة الاولى{ يو15:7 }: الصلاة حسب ارادة الله (الصلاة المستجابة).
المكافأة الثانية{ع 8}: الاتيان بثمر وثمر كثير.
ومسك الختام هو في الإعداد { 9ـ11 } في الملاحظات الختامية عن :
الثبوت في المحبة
أولاً : المثل الأعلى للثبوت في المحبة:
{ع 9و10 } وفيهما ست حقائق منقسمة الى صفين متوازيين ـ وكل حقيقة في الصف الأول اساس للحقيقة التي تليها في صفها؛ ونموذج كمال للحقيقة التي تقابلها في الصف الثاني:
حقائق الصف الأول حقائق الصف الثاني
1ـ محبة الآب للمسيح
2ـ ثبوت المسيح في محبة الآب له
3ـ ثبوت المسيح في محبة الآب له ويقوم بحفظ وصاياه.
4- محبة المسيح للتلاميذ
5- ثبوت التلاميذ في محبة المسيح لهم
6- ثبوت التلاميذ في محبة المسيح لهم ويقوم بحفظهم وصاياه.
ولأجل هذه المتوازية يكون الأمر الكتابي لنا على فم الرب يسوع المسيح: اثبتوا في المسيح؛ وفي كلامه؛ وفي محبته والثبوت في المحبة هو أحد أهم الأنواع التي يُطالبنا بها الكتاب المقدس فما هي أنواع الثبات الآخرى:
حياة الثبات في الكتاب
1ـ الثبات في الايمان{ 1كو16:13}
2ـ الثبات فى الحرية{ غل 5:1}
3ـ الثبات فى الرب{ في 4:1 و 2تس3:8 و يو 15:4،7}
4ـ الثبات فى تعاليم الرب (الانجيل) {2تس2:15 وكو1:23 و1تس3:2 ويو15:7}
5ـ الثبات فى روح واحد { في 1:27}
6ـ الثبات فى القداسة{ 2تس 3:13}
7ـ الثبات فى المحبة{ يو 15:9 ، 10 }.
ثانياً: الثبوت في المحبة، هو سر الفرح الكامل (ع 11)
المحبة هي اساس الطاعة؛ والطاعة هي سر الفرح المستديم الفياض.
بذلك نصل الى أن الإتحاد أو الوحدانية أو الإلتصاق أو عمق الشركة والعلاقة ما هو إلا نظام حيوي اختباري تصير حياة المسيح فيه حياتنا، كما أنه اسلوب العناية والتنقية والنقاوة والتكريس والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب.
ويعوزني الوقت أن أحدثكم عن المحبة ومعناها ولزومها ومثالها وقياسها وبرهانها الصادق انها المحبة؛ الله محبة - صفته محبة-طبيعته محبة- وسلوكه محبة - انه صاحب محبة لها فضل الأسبقية والمبادرة؛ وهكذا فالمحبة تلد محبة....
وتُشبه المحبة هنا بنهر وشجرة وهذان التشبيهان من تشبيهات الراحل القس الدكتور ابراهيم سعيد.
نهر المحبة
نبعه: محبة الآب للمسيح
مجراه: محبة المسيح للتلاميذ
ومصبه: محبة التلاميذ بعضهم لبعض و نحن.
شجرة المحبة
بذرتها: محبة الآب للمسيح
جذعها : محبة المسيح للتلاميذ
وثمرها: محبة التلاميذ لبعضهم البعض ونحن.
وهكذا تتوالد المحبة المسيحية الحقيقية لتصل الى جميع الناس حتى الاعداء منهم والمحبة لا تسقط أبداً.
وختاماً أحبائي اشكروا الله واحمدوه واسجدوا له معي لعظيم محبته لنا:
فهو اختارنا واقامنا رافعاً مقامنا
وجاء الى عالمنا متجسداً لاجلنا ولخيرنا
وثبتنا وأتاح لنا الفرصة لأن نتحد به ونتوحد معه
وزودنا بالوصايا الأبدية ونصائح المحبة
لنذهب ونأتي بثمر وثمر كثير ويدوم ثمرنا
وبذلك يكون لنا الفرح الكامل والسعادة الابدية
فدعونا نتحد به وفيه ونتوحد معه وله ونقترب إليه بإلتصاق
فيثبت فينا ونصير بالفعل شركاء الطبيعة الالهية كما قال القديس الرسول بطرس.
فدعونا نصحح كل ما سبق لنحيا ونتحد بالمسيح؛ فالإتحاد به رائع يقودنا إلى ثبات في محبة رائعة.
آمين.