"البابا شنودة":
- السيدة العذراء لم تشترك في عملية الفداء
- يجب على الآباء الكهنة تحري الدقة في تعاليمهم
كتب: مايكل جرجس- خاص الأقباط متحدونفي لقائه الأسبوعي بالشعب القبطي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وخلال
إجاباته على بعض الأسئلة المقدمة له، أكد قداسة "البابا شنودة" الثالث؛
بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على أن الكاهن هو المنوط به
مناولة الشعب من الأسرار المقدسة.
موضحـًا
أنه إذا كانت هناك بعض الكنائس التي تسمح للشماس بالقيام بهذه المهمة، إلا
أنه يجب ألا يكون لهذا الشماس عمل أخر غير ذلك، بالإضافة إلى أنه يلزم
لقيام الشماس بهذا العمل المقدس، ألا يكون هناك آباء كهنة بالكنيسة وقت
التناول، فإن كان هناك آباء كهنة، فلا داعي لأن يؤدي الشماس هذا العمل.
وردًا على سؤال حول العلاقة الزوجية بين الزوجين في أوقات الأصوام، ومدى
مشروعية قيام المعاشرة الزوجية من عدمه في فترات الصوم، خاصة للمتزوجين
حديثـًا؛ أفاد بأنه يجب الامتناع عن هذه المعاشرة في أصوام الأربعاء
والجمعة على مدار العام، إضافة إلى الامتناع عنها أيضًا خلال الصوم
الكبير، على أن يكون هذا بالاتفاق بين الزوجين.
وعما إذا ما كانت السيدة العذراء قد حُبل بها بلا دنس، قال: إن "السيد
المسيح" فقط هو الوحيد الذي حُبل به بلا دنس، أما السيدة العذراء فقد كانت
مثل سائر الناس، وُلدت بالخطية الجدية -خطية آدم- وكانت تحتاج إلى الخلاص.
وأشار إلى أن السيدة العذراء قالت في تسبحتها: "وتبتهج روحي بالله مخلصي"، إذن فهي كانت في حاجة للخلاص من الخطية ككل البشر.
كما قطع قداسته بأن السيدة العذراء لم تشترك في عملية الفداء والخلاص
–كما يدعي البعض، ومنهم الكهنة- وأكد أن الفداء تم بواسطة "السيد المسيح"
وحده؛ فهي لم تشترك في الصلب ولا الآلام ولا الموت على الصليب، ناصحـًا
الآباء الكهنة بتحري الدقة في تعاليمهم.
مشيرًا إلى قول القديس "الأنبا أنطونيوس الكبير": "في كل شيئ تقوله أو
تعمله.. ليكن لك عليه شاهد من الكتاب"، مضيفـًا أن الكاهن إذا كان هذا هو
تعليمه؛ فإنه إنما يعثر الشعب ويعلم تعاليم خاظئة.
وفيما يخص الآباء الكهنة أيضًا.. أوضح أنه لا تجوز مناولة البروتستانت
والبلاميس من الأسرار المقدسة داخل الكنيسة الأرثوذكسية، لأنهم -خاصة
البلاميس- لا يؤمنون بها بحسب طقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وحول الأرواح الشريرة وقدرتها على التمكن والسيطرة على الإنسان، قال إن
هذا لا يتم إلا بسماح من الله، وضرب مثلاً بـ"أيوب البار"، وكيف أن الله
سمح للشيطان بأن يضر جسد "أيوب" أما نفسه فمنعه عنها.
وأوضح قداسته أن مَن ينادي بأن الله لا يعاقب الإنسان هو مخطئ وغير دقيق
في تعاليمه؛ فعقوبات الله للإنسان كثيرة ومتكررة في الكتاب المقدس في
عهديه، وهناك الكثير من الشواهد الكتابية تؤكد ذلك؛ مثل: "إن لم تتوبوا
فجميعكم كذلك تهلكون"، وقوله لـ"بطرس الرسول": "إن لم أغسلك لا يكون لك
معي نصيب"، وغيرها.
وعن خضوع زوجة المرشحين للكهنوت لشروط معينة، ومدى الأخذ برأيها
وموافقتها على رسامة زوجها كاهنـًا، أوضح أن رأي الزوجة هو أمر جوهري، ففي
حالة رفضها رسامة زوجها لا تتم رسامته.
وتابع أنه يجب على المرشح للكهنوت أن يكون حازمـًا وغير خاضعٍ لزوجته، وإلا فلا يكون قادرًا بالتبعية على رعاية الشعب.
أما عن خضوع الزوجة لاشتراطات معينة من قِبل الكنيسة للموافقة على رسامة
زوجها كاهنـًا، قال: إن هذا يجب أن يحدث.. إلا أننا لا نطبقه في الوقت
الحالي، وإن كان قد ألمح إلى إمكانية تطبيقه مستقبلاً.
وأخيرًا صرح قداسة البابا بأن الصوم الانقطاعي لا معنى له بعد المناولة؛
فالمناولة هي فرح لنوال جسد الرب ودمه، ونصح الراغبين في الصوم الانقطاعي
أن يحضروا القداسات التي تُقام في ساعات متأخرة في أوقات الصوم.