الخلوة اليومية

الخلوة اليومية


وفي الصبح باكرًا جدًا قام وخرج ومضى إلى موضع خلاءٍ، وكان يُصلي هناك ( مر 1: 35 )



أخي العزيز .. مهما كانت مجال خدمتك، سواء كنت خادمًا للكلمة متجولاً أو مُقيمًا، أو كنت مهتمًا بمدرسة الأحد، أو كنت شاهدًا للحق في بيتك أو في مكتبك، فليس أمامك فرصة للنجاح إلا إذا نجحت في الحفاظ على فرصة الخلوة الكافية مع الرب يوميًا.

وهناك بعض المستلزمات النوعية والمادية التي تساعد على كسب هذا الوقت الهادئ الثمين.

أولاً: تحتاج إلى مكان وإلى وقت. رتب المكان ورتب الوقت مقدمًا. ولا تكن حجتك أنك لا تجد مكانًا أو وقتًا، وانظر إلى المَثَل العملي الأعلى، لقد قيل عنه: «وفي الصبح باكرًا جدًا قام وخرج ومضى إلى موضع خلاءٍ، وكان يصلي هناك» ( مر 1: 35 ). فقد كان له وقت وكان له مكان.

ثانيًا: تحتاج إلى كتاب مقدس واضح الحروف، واترك فراشك، ولا تطاوع خدعة العدو الذي قد يُغريك على قراءة الكتاب وأنت مُستلقِ في فراشك، وبعينين نصف مستيقظتين، يريدك أن تكتفي بقراءة عبارة مبتورة من هنا أو هناك، بل غادر الفراش في الحال، واغسل وجهك حتى تنشط وتكون كامل الاستيقاظ.

ثالثًا: جهِّز قائمة بموضوعات الصلاة، فتصلي مثلاً لأجل عمل الرب، ولأجل خدام الكلمة، ولأجل النعمة المخلِّصة للخطاة، ولأجل رد نفوس العاثرين، ولأجل جميع القديسين.

رابعًا: جهِّز مفكرة صغيرة، وأنا أسميها: ”مفكرة الخلوة“، فإن الأفكار والخواطر التي تتوارد على النفس في وقت الاختلاء بالرب، ينبغي أن تسجلها ولو بعبارات مُقتضبة، لأن الله يعطيك في ذلك الوقت خواطر وتوضيحات تستحق التسجيل فعلاً.

هذا من جهة المستلزمات المادية لساعة الخلوة، غير أنه توجد مستلزمات أدبية هامة أيضًا، أهمها أن تراعي القداسة العملية في سلوكك «إن راعيت إثمًا في قلبي، لا يستمع لي الرب» ( مز 66: 18 ). وإن كان لأخيك عليك شيء، اترك قربانك واذهب أولاً إلى أخيك واصطلح معه. كذلك يجب توفر النية لطاعة الكلمة طاعة كاملة «إن شاء أحد أن يعمل مشيئته، يعرف التعليم» ( يو 7: 11 ).

واختباري في هذا الخصوص هو أنني إذا وجدت مكان خلوتي تغشاه سحابة قاتمة، فحالاً أعرف أن السبب فيَّ، وأفحص نفسي، وأفتش عن عدم الطاعة في حياتي، وأعترف بالخطأ أو التقصير في حضرة الرب.