ثبِّت عينيك عليه
فقال شاول لداود: لا تستطيع أن تذهب إلى هذا الفلسطيني لتحاربه لأنك غُلام وهو رجل حربٍ منذ صباه ( 1صم 17: 33 )
وقف داود أمام شاول الملك مُطمئِنًا إياه من جهة تهديدات جليات الفلسطيني، فقال: «لا يسقط قلب أحدٍ بسببه. عبدك يذهب ويحارب هذا الفلسطيني» ( 1صم 17: 32 ). أما شاول فرَّد على داود ردًا مُفشلاً ومُحبطًا. والكلمات التي نطق بها شاول، هي ذات روح الفشل التي يستخدمها العدو معك أيها القارئ العزيز.
ابتدأ شاول بالقول: «لا تستطيع». كم مرة همس العدو في أذنك هذه العبارة؟ كم مرة قال لك: لا تخرج، لا تعمل، لا تجرِّب، لا تحاول، لا تصلِ، لا تقرأ، لا شيء ينفعك. كُف عن محاولاتك لأنك لا تستطيع؟ كلمات تعني: إبقَ في حالة الهزيمة والانكسار والاستعباد تحت التهديدات. ثم تابع شاول محاولاً أن يُقنع داود بالعدول عن رأيه، فقال له: «أنت غلام»، أنت ضعيف، أنت بلا إمكانيات، لا تملك الخبرة ولا تملك السلاح، وليس مَن يسندك ولا أحد يدعّمك. أَ لَم يُشغلك العدو بضعفك مُدخلاً روح الفشل والإحباط لنفسك؟! بعدها أشار شاول للخصم والعدو على أنه «رجل حرب منذ صباه» أي هو أكبر وأعظم منك.
كم مرة عندما وُجدت في ضيقة أو حصار أو مشكلة، حاول العدو أن يُغيِّب الرب من أمامك من خلال إشغالك بنفسك وبضعفك، ومن جهة أخرى أن يكبِّر ويضخّم حجم الضيقة والمشكلة؟ إنه يقول إنها مشكلة أكبر منك، مشكلة لا حل لها، فعليك أن تستسلم لها.
لكن داود وسط هذه المحاولات عرف أين يركِّز نظره وبمَن يشغل قلبه، رافضُا المشغولية بذاته: بضعفه وصِغَره، كذلك أبعَد نظره عن جليات ولم يركز عينيه على قوته وخبرته، طوله وسلاحه. لقد ثبَّت داود عينيه على الرب ذاك الأقوى والأقدر. الرب الذي عندما يتدخل ويعمل، لا يحتاج إلى أحد معه «لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود. مَنْ أنت أيها الجبل العظيم؟ أمام زربابل تصير سهلاً!» ( زك 4: 6 ، 7). فذهب داود، باسم رب الجنود، وقضى على جليات فتحول ذاك اليوم من يوم هزيمة وانكسار، إلى يوم رفعة رأس وافتخار.
أخى العزيز: هل تبدأ يومك بتثبيت عينيك على الرب إلهك؟