وهكذا فإن علينا أن نقوم بأختيار روحى حكيم من بين جماعة المؤمنين. ولا يمكننا ان نتجاهل لا سيادة الله ولا مسؤوليتنا" كيف اعرف إن كنت قد وجدت الشخص المناسب؟ لابد أن يؤثر قرار اختيار شريك الحياة مثله مثل قرارات كثيرة، على بقية حياة الشخص - وفي واقع الأمر على بقية حياة الشخصين. ويجب التفكير فيه بطريقة كتابية وبروح الصلاة، مثله في ذلك مثل أى جهد نقوم به لتمييز إرادة الله. إذ يجب على الشاب (أو الشابة) الذى يفكر في الخطوبة والزواج تطبيق العملية الكتابية لفهم إرادة الله وإتباعها على قرار الأختيار الهام هذا. غير أن السؤال يبقى: بعد ان يكون الشاب (أو الشابة) قد طلب بإخلاص إرشاد الله فيما يتعلق باختيار شريك الحياة، كيف يمكنه أن يعرف إن كان قد اتخذ القرار الصائب؟ يقدم "ستافورد" رأياً مفيداً يقول: "حتى لو كنت تظن أنه شخص مناسب لك، فماذا يفيدك ذلك؟
فالسؤال هو كيف يمكنك أن تتيقن من انه الشخص المناسب؟ أعتقد أن الجواب الذى سأقدمه لك هو جواب الكتاب المقدس، وأنه قد يحبطك. فالكتاب المقدس، كما هو الحال غالباً، لا يحل مشكلتك بالطريقة التى ترغب أنت في حلها. وهذا الجواب: "أنت تعرف الشخص المناسب لك يوم تقف أمام راعى الكنيسة إلى جانب ذلك الشخص وتقول، "نعم". أما قبل ذلك اليوم، فعلى الأرجح أنك لن تعرف معرفة اليقين. وبعد ذلك التاريخ تكون المسالة قد حسمت إلى الأبد. يبدو الأمر اشبه بالحيلة او الخدعة. فأنت تريد ان تعرف الشخص المناسب حتى تجعل مسألة الاختيار بسيطة. لكن بدلاً من ذلك يصبح الاختيار اكثر تطلباً. فأنت تتخذ القرار على مسؤوليتك. وبعد ان تكون قد اتخذته تسمع صوت إغلاق الباب خلفك. ويصبح فجأة اختيارك هو اختيار الله أعتقد اننا نواجه هذا الأحباط لأننا لا نريد مواجهة الحقائق الصعبة المرتبطة بالزواج
- وبنا. ونحن نريد أن نختصر مسألة الزواج لتصبح مسألة إيجاد التوافق المناسب للشخصيتين، وهى عملية أشبه بالبحث عن مفتاح مناسب لقفل ما. ونحن نقيس شركاء حياتنا المحتملين على أساس قائمة من الصفات المثالية لنرى مستواهم. إننى أعتقد أن الانسجام أمر هام. غير أنه ليس أهم مقياس للزواج الناجح. لا يركز الله على الانسجام لكنه يركز على مسألة تشكل لب الزواج: "هل يمكنك أن تقول "نعم" وتلتزم بموقفك هذا حتى الموت؟ إن كنت تستطيع القيام بهذا فقد وجدت "الشخص المناسب"- وقد أصبحت في نفس الوقت "الشخص المناسب". كيف أعد نفسى؟ عندما يتضح أن شاباً (أو شابة) قد وجد شخصاً يمكنه أن يشاركه حياته، فإن الخطوتين التاليتين بطبيعة الحال هما الخطبة والزواج. يتحدث معظم الشباب عن الزواج قبل التقدم الرسمى لطلب يد الشابة. لكن لا يجب اعتبار أي شئ على أنه أمر مفروغ منه. إذاً يجب على الشريكين أن يفهما وجود النية للزواج والموافقة عليها.
كما يجب عليهما الاتفاق على فترة خطبة مريحة للطرفين قبل الزفاف. يقدم "كلير وجونز" نصيحة حكيمة بهذا الخصوص: "كم يفترض أن تدوم فترة الخطبة؟ للشاب حاجات مختلفة، لكن هنالك خطين إرشاديين. " يجب أن تستمر الخطبة فترة كافية للإعداد. إذ هنالك حدثان كبيران يحتاجان إلى الإعداد - حفل الزفاف والحياة المشتركة ما بعد حفل الزفاف. ويستغرق التخطيط لحفل الزفاف والحياة المشتركة ما بعد حفل الزفاف عادة ما بين 3-6 شهور اعتماداً على حجم الحفل. " ويجب أن تكون الخطبة قصيرة تكفى تجنب المشاكل. فأثناء فترة الخطبة تتعاظم التجربة الجنسية. وكلما طالت الخطبة زاد الضغط. أما الفترة المثالية فهى ما بين 3-12 شهراً". ا
لأستجابة لمشكلة اختيار شريك الحياة المناسب أصغ ... تعاطف ... أكد ... وجه ... أشرك ... حول يمكن للأب أو مرشد الشبيبة الواعى أن يساعد شاباً أو شابة على التحضير للخطبة وللزواج باستراتيجية شبيهة بما يلى: أصغ إليه: امنحه (امنحها) وقتاً كافياً للحديث عن علاقته (أو علاقتها)، وأصغ إليه جيداً. حاول أن تتعرف جيداً إلى أفكار الشاب حول مسائل المواعدة والزواج وإرادة الله. تعاطف معه: حاول أن ترى الأمور من خلال عينيه أو عينيها. تذكر أيام شبابك. هل كان وضعك مثل وضع هذا الشاب؟ هل كانت صراعاتك مثل صراعاته؟ انتهز كل فرصة تسمح لك في توصيل فكرة تعاطفك معه وتفهمك لوضعه. أكد قبولك له: إن الإحساس بعدم الأمان هو أحد الدوافع التى تجعل الشباب يتزوج لأسباب خاطئة. ولهذا فإنه قد يكون من المفيد كثيراً أن تؤكد بحرص وإخلاص تقديرك للشاب كابن ثمين جداً من أبناء الله. دعه يعرف أنك تستمتع بصحبته. وحدثه عن الأمور التى تقدرها فيه. (كن محدداً). وجهه إلى الطريق الصحيح: قدم الإرشاد للشاب.
وربما رغبت في إطلاعه على مضمون هذا الموضوع. ساعده على تقويم دوافعه (أو دوافعها) واستعداده للزواج وذلك بطرح أسئلة مثل: " هل أنتما الأثنان مؤمنان؟ (2كورنثوس14:6). " هل سعيت إلى معرفة إرادة الله بأسلوب الكتاب المقدس؟ " هل تحبان أحدكما الآخر محبة كتابية؟ (1كورونثوس13). " هل يوافق أهلكما على زواجكما؟ (خروج 12:20). تشكل هذه الأسئلة المتطلبات الكتابية الدنيا بالنسبة لمؤمن يرغب في أن يبدأ مسيرة تقية نحو الزواج. وفيما يلى أسئلة أخرى يمكن أن تقدم مزيداً من العون في توضيح أبعاد علاقة ما:
1. هل تساعدان أحدكما الآخر على مزيد من الاقتراب إلى الله؟
2. هل يمكنكما التحدث معاً؟
3. هل تمارسان ألعاباً معاً؟
4. هل يمكنكما العمل معاً؟
5. هل لديكما أصدقاء مشتركون؟
6. هل أنتما فخوران أحدكما بالآخر؟
7. هل أنتما على نفس المستوى الثقافى أو الذهنى؟
8. هل لديكما اهتمامات مشتركة؟
9. هل لديكما قيم مشتركة؟ 10. هل أنت مرتاح لطريقة اشتراككما في اتخاذ القرارات؟
11. هل تساعدان أحدكما الآخر عاطفياً؟
12. هل تثقان أحدكما بالآخر ثقة مطلقة؟
13. هل أنتما أكثر إبداعاً بفضل علاقتكما؟
14. هل تقبلان أحدكما عائلة الآخر وتقدرها؟
15. هل لديك علاقات في ماضيك لم تسوها إلى الآن؟
16. هل رغبتك الجنسية تحت السيطرة؟
17. هل أمضيتما وقتاً معاً؟ (يقول "ستافورد" أن الحد الأدنى المقبول هو سنة من القرب الوثيق).
18. هل تشاجرتما معاً وصفحتما أحدكما عن الآخر؟
19. هل تحدثتما عن كل ناحية من نواحى حياتكما مستقبلاً؟
20. هل تلقيتما مشورة حول الزواج؟ أشركه في التنفيذ: ربما لا يفيد كثيراً أو قليلاً أن يقوم الشخص البالغ المهتم
- حتى ولو كان موثوقاً - بإعلام الشاب عما يحتاج أن يعرفه حول اختيار شريك الحياة المناسب. فحاول بدلاً من ذلك (أو بالإضافة إلى ذلك) زرع إحساس في الشاب بأن هذه الأفكار هى أفكاره، حثه على تطوير اقتناعاته الخاصة وبلورة آراء خاصة (اعتماداً على ما يقول الكتاب المقدس) من شأنها أن ترشده إلى اختيار شريك له مدى الحياة.
حوله إلى أخصائى: إن الحصول على إرشاد قبل الزواج من راعى كنيسة أو من شخص مؤمن مختص أمر مفيد لكل اثنين ينويان الزواج. يفترض أن يشتمل مثل هذا الإرشاد على جلسات متعددة على مدى عدة أشهر. للقراءة الإضافية قد تساعد المصادر التالية الأب أو المعلم أو مرشد الشبيبة المهتم في تقديم مزيد من العون لشاب تراوده أسئلة متعلقة بالخطبة والزواج:
1. آيات الكتاب المقدس المقتبسة في هذا الموضوع: " أيوب2:42 " 2كورونثوس14:6 " 1كورونثوس13 " 1تسالونيكى3:4 " خروج12:20 2. آيات أخرى من الكتاب المقدس للقراءة: " تكوين 18:2-24 " أمثال18:5-19 : 18 :22 " جامعة9:9 " أفسس21:5-28 " عبرانيين4:13