هل تعلم ان تعبيرات الوجه تفضح أحيانا صاحبها وتكشف كذبة وزيف ادعاءاته ومع ذلك يجيد البعض اخفاء تعابير وجهه وارتداء اقنعة مختلفة تلون ملامحه وتزور احاسيسه ليصبح من السهل ان يخدع بها الكثيرين.
هناك دراسات حديثة تناولت هذا الموضوع وبدأوا البحث عن الفروق بين المرأة والرجل في فهم الوجوه وقراءتها ومن هو الأكثر قدرة في التعبير عن نفسه المرأة أم الرجل.
كشفت دراسة اسكتلندية حديثة ان سمات ومميزات النساء مطبوعة بشكل واضح علي وجوههن بعكس الرجال الذين وصفتهم الدراسة بأنهم كتاب مغلق ليس من السهل تفسيره فقد أكد باحثون بجامعة جلاسكو وان بامكان أي شخص ان يحدد إذا ما كانت المرأة متدينة أو جديرة بالثقة أو محظوظة بمجرد النظر إلي وجهها في حين ان التركيز في وجوه الرجال لا يعطي أدني فكرة عن شخصيتهم.. وخلال الدراسة طلب الباحثون من أكثر من ألف شخص ارسال صورهم وهم ينظرون مباشرة إلي الكاميرا وملء استمارة علي النت عن شخصياتهم وذكر ما إذا كانوا سعداء أو ميالين إلي المرح والدعابة أو متدينين أو محل ثقة ثم قام الباحثون بتقسيم الاشخاص وفقا لتصنيفهم لأنفسهم وتعديل الصور الكترونيا من أجل الحصول علي نماذج لوجوه متعددة حيث تبينه انه بالامكان تحديد النساء المحظوظات بنسبة 70% وجاء تحديد المرأة التي يمكن الوثوق بها بنسبة 54% كما توصلت الدراسة أيضا إلي أنه من الصعب معرفة الكثير عن شخصيات الرجال الحقيقية من خلال النظر إلي وجوههم.
الرجل يكشف غضبك
أما فيما يتعلق بالتمييز والقدرة علي فهم تعبيرات الوجه كشفت دراسة لجامعة ملبورن باستراليا ان الرجال أكثر قدرة علي فهم تعبيرات الوجه إذا كان صاحبه غاضبا فيما تتميز النساء بأنهن أسرع في تمييز ما إذا كان الشخص سعيدا أو حزينا أو مندهشا أو حتي مشمئزا من أمر لا يعجبه حيث شملت الدراسة 156 رجلا وامرأة عرض خلالها علي المجموعتين صور لاشخاص في حالات نفسية مختلفة تتراوح بين الغضب والخوف والسعادة والدهشة والاشمئزاز وطلب منهما التأمل فيها وتسجيل انطباعاتهم عنها فكان الرجال أسرع في معرفة ما إذا كان صاحب الوجه غاضبا وبعض النساء لديهن القدرة أكثر علي معرفة أصحاب الوجوه السعيدة والحزينة والمندهشة.
يؤكد خبراء علم النفس انه الوجه لا يستطيع أن يكذب مهما حاول صاحبه اثبات عكس ذلك لأن تعبيرات الوجه تتغير بوضوح عندما يشرع الإنسان في الكذب ويتأثر أيضا جريان وتدفق الدم داخل الأوعية والشعيرات الدقيقة الموجودة بالوجه ويميل لون البشرة للاحمرار وتظهر عليه علامات تدل علي اضطرابه مثل حك الذقن والأنف ووضع اليد علي الفم والعين واحيانا تمرير اليد علي الشعر وهذه الظواهر التي أشار إليها العلماء تكون نتيجة للاضطراب النفسي والصراع الداخلي حيث يقوم الجانب الأيمن من المخ المسئول عن التعامل مع الأشياء الخيالية وغير الحقيقية باحياء أعضاء الكلام الحنجرة واللسان والشفاة علي الكذب فتتحرك يده تلقائيا لاخفاء تلك الأعضاء بأمر من الجانب الأيسر من المخ المسئول عن التعامل مع الحقائق والذي يعلم تماما تزيف هذا الكلام.
واكتشف العلماء ان الطريقة التي ترف بها العين تتغير فجأة أثناء الكذب يقول تعالي "يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور" وخائنة الأعين تعني اللفتات والحركات التي تخدع الناس ولكنها لا تخدع الله تعالي فيعلمها ويحاسب عليها وقد قام بعض الباحثين ايضا بتصوير إنسان يتحدث ثم بعد ذلك طلبوا منه ان يكذب ضمن حديثه دون ان يشعرهم بذلك ومر الحديث ولم يلاحظ أحد انه يكذب ولكن بعد عرض ما حدث علي شاشة الكمبيوتر واخضاعه لبرامجه خاصة تبين حركة العين وجدوا ان الإنسان بمجرد ان يبدأ بالكذب ترف عينه بطريقة غير مألوفة تختلف عن طرفة العين عند القول الصادق.
عاطفة المرأة
يعلق الدكتور محمد المهدي استاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر علي الكلام السابق ان المرأة بطبيعتها العاطفية يبدو علي مشاعرها الفرح والحزن والغضب وغيرها من صفات انسانية وانفعالات داخلية تظهر بتلقائية علي وجهها ولا تخجل من ظهورها ولهذه المشاعر التي تختص بها المرأة حكمة وهبها الخالق لها لكي تسعد من حولها وتمنحهم الحب والحنان.
أما الرجل بطبيعته البيولوجية يخجل من ان يعبر عن مشاعره وكما ان دوره الاجتماعي وتحمله للمسئولية جعله أكثر صلابة لكي يواجه ما يتعرض له من مواقف واحداث لذلك فهو بالفعل كتاب مغلق كما قالت الدراسة.
يضيف لكن عالم النفس الأمريكي دانيل جولمان اكد ان كل شخص رجلا أو امرأة لديه عقلان الأول منطقي أي الذي يحكمها العقل والآخر وجداني أي الخاص بالمشاعر وعندما درس بعض الشخصيات القيادية وحاول تحليلها تأكد من انهم يستخدمون العقل الوجداني أكثر من المنطقي أي لا يخجلون من التعبير عن مشاعرهم مما يجعلهم اكثر مصداقية ووضوح في عيون الآخرين.
أخيرا علينا ان ندرك ان التواصل بين البشر 30% منه لفظي أما 70% غير لظفي أي بنظرة العين وتعبيرات الوجه ونبرة الصوت وغير ذلك من تصرفات تدل علي التفاهم لذلك تعبيرات الوجه هي من أهم الوسائل التي تحدد ملامح الشخصية عند أغلب الناس لكن هناك استثناءات تحترف الكذب وتريد ان تخفي الحقيقة بكافة الوسائل ومن أهم الأدوات التي تستخدم لذلك ملامح الوجه.