*** إيليا النبى النارى ***
وفى عصر الملك الشرير آخاب وزوجته الوثنية الشريرة إيزابل انتشرت عبادة الأوثان التى كانت منذ أيام يشوع والقضاة فى صراع مع عبادة الله الحى، الواحد الحقيقى، بصفة خاصة عبادة بعل وعشتاروث من آلهة الشعوب المجاورة.
وكانت الملكة إيزابل قد قتلت أنبياء الرب وشجعت عبادة هذه الأوثان وكانت تُجلس على مائدتها 450 نبياً للبعل و400 نبياً لعشتاروث.
وسار كل الشعب وراءها وعبدوا الأوثان مع الله، ولم يعد أحد يعبد الله وحده سوى "مئة نبى خبأهم عوبيديا أحد رجال الملك، وذلك ضمن سبعة آلاف قال عنهم الله "وقد أبقيتُ فى إسرائيل سبعة آلف كل الركب التى لو تجثُ للبعل وكل فم لم يقبله.
وفى هذا العصر الشرير ظهر إيليا النبى النارى
وكان كما يصفه الكتاب "رجل أشعر متمنطق بمنطقة من جلد على حقويه.
وكان ثائراً غيوراً على الرب وعلى عبادته وشريعته
وكانت رسالته هى إبادة عبادة الأوثان وإبادة القائمين عليها حتى لا يباد الشعب نفسه ويهلك.
كانت رسالته نارية وليس فيها سلام ولم يكن داعياً هو للسلام
"كانت رؤية السلام محجوبة عن عينيه، محفوظة لأنبياء سيجيئون من بعده، كان عليه هو إعداد الطريق،
وفى أول ذكر له فى الكتاب المقدس يقول الكتاب
أنه جاء برسالة من الله تعلن أن الله هو الإله الحقيقى وحده، الإله الواحد والوحيد فى الكون وأنه سيمتنع المطر ويحدث قحط ومجاعة شديدة بسبب عبادة الأصنام،
ويستمر الحال كذلك حتى يقدر لله النهاية بإعلان للنبى
"حي هو الربُّ إله إسرائيل الذى وقفتُ أمامهُ أنهُ لا يكون ظل ولا مطر فى هذه السنين إلا عند قولى،
وذهب إيليا وأختبأ عند نهر كريت فأعاله الله عن طريق الغربان التى كانت تحضر لهُ خبزاً ولحماً صباحاً ومساءً وكان يشرب من النهر إلى أن جفت مياههُ.
ثم أعاله الله عند أرملة صرفة صيدا والتى بسبب وجوده عندها جعل الله كوار الدقيق عندها لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص حتى نزل المطر بعد توقف دام أكثر من
"ثلاث سنين وستة أشهر" كما يقول السيد المسيح ويعقوب الرسول.
وبصلاته أقام الله ابن الأرملة من الموت.
وبعد هذا المدة الطويلة من الجدب والقحط والمجاعة تراءى لآخاب الملك بأمر الله وأعلن عن انتهاء ذلك ونزول المطر.
ثم واجه عبادة البعل والأوثان أمام الشعب
وعرض على أنبياء البعل الـ 450 وأنبياء السوارى الـ 400 أن يقدم هو ذبيحة،
ثوراً لله وأن يقدموا هم ذبيحة ثوراًَ لآلهتهم
ويدعو كل منهم باسم الرب إلهه الذى يعبده "والإله الذى يجيب بنار هو الله فوافق الشعب.
وفشل كهنة البعل وعشتاروث ولم تحدث أى استجابة لصلواتهم وطقوسهم.
وصلى هو لله
"فسقطت نار الرب وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب ولحست المياه التى فى القناة.
فلما رأى الشعب ذلك سقطوا على وجوههم وقالوا
الرب هو الله الرب هو الله.
ثم أمسك بجميع أنبياء البعل وذبحهم عند نهر قيشون وخلص الشعب من عبادة الأوثان لفترات طويلة.
كان إيليا النبى غيوراً جداً على الرب وعلى عبادته وشريعته وكان عمله مُركز فى قوله
"قد غرت غيرة الرب إله الجنود لأن بنى إسرائيل قد تركوا عهدك ونقضوا مذابحك وقتلوا أنبيائك.
ولذلك واجه اضطهاد الملك آخاب وانتقام الملكة إيزابل التى قررت قتله فهرب إلى البرية وجلس تحت رتمة
"وطلب الموت لنفسه وقال قد كفى الآن يا ربُّ خذ نفسى لأنني لست خيراً من آبائى..
فجاءه ملاك الرب بكعكة وكوز ماء "فقام وسار بقوة تلك الأكلة أربعين نهاراً وأربعين ليلة إلى جبل الله حوريب. وهناك كلمة الله بعد سلسلة من علامات الظهور الإلهى؛ ريح عاصفة وزلزلة ونار، بـ "صوت منخفض خفيف.
وطلب من الله أن يمسح حزائيل ملكاً على أرام وياهو بن نمشى ملكاً على إسرائيل وإليشع نبياً عوضاً عنه
وذلك لكى يتعاون هؤلاء الثلاثة فى تنفيذ قضاة الله على المرتدين عن عبادة الله الحى
"فالذى ينجو من سيف حزائيل يقتله ياهو والذى ينجو من سيف ياهو يقتله إليشع.
وأعلن لآخاب الملك قضاة الله بهلاكه
هلاك بيته بسبب شروره وإستيلائه على كرم نابوت وتأمره على وقتله،
كما تنبأ بموت الملك أخزيا خليفة آخاب وأبنه
فأرسل خمسين جندياً وقائدهم للقبض عليه فطلب إيليا ناراً من السماء فنزلت وأكلتهم فأرسل إليه خمسين آخرين وقائدهم ففعل بهم نفس الشئ،
فأرسل إليه فرقة ثالثة فتوسل إليه قائدها فطلب منه ملاك الرب أن ينزل معهم فنزل
وأكد للملك حتمية موته،
وعند نهاية خدمته شق مياه نهر الأردن بردائه وعبر إلى الجهة الأخرى
ثم جاءت مركبة من نار وخيل وصعد فى عاصفة إلى السماء.
القمص عبد المسيح بسيط