ملخص >> كيف تفعل ذلك؟ كيف تحول دون تضييع حياتك؟
الكتاب المقدس يقول ذلك في أفسس 5: 15 – 17 :" فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء. مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة. من أجل ذلك لا تكونوا أغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب".
عندما نقرأ هذه الآية يتبادر إلى أذهاننا ثلاث أسئلة هامة: ما الذي يريده الله؟ ما الذي يقتضيه ذلك؟ لماذا ينبغي عليَّ أن أقوم بذلك؟ السؤال الأول: ما الذي يريده الله من حياتي؟
عندما تقوم بجولة في كل الكتاب المقدس، يمكنك أن تلخص الأمر في كلمتين. بإمكانك أن تكتب – إنه يريد كل حياتي. ليست هناك آية واحده في الكتاب المقدس تقول أنك تستطيع أن تكون مسيحياً و أنت تعيش حياتك بأي طريقة قديمة تريدها. إن الله يريدك بأكملك يجب أن يتضمن الأمر كل كيانك. قال سي إس لوس ذات مره:" الأمر الوحيد الذي لا يمكن للمسيحية أن تكونه هو أن تكون هامه بشكل معتدل".
وهذا يعني إما أن تكون المسيحية كل شيء أو لا شيء. يجب أن يحدد هذا ما تبقى من حياتك، وإلا فإنك يجب أن تقذف بها وتذهب للقيام بما تريد أن تفعله.
هناك الكثير من الناس يقولون،" أنا لا أعلم ما يريدني الله أن أفعله".
انظر إلى الآية التالية : " فالآن ماذا يطلب منك الرب الهك الا ان تتقي الرب إلهك لتسلك في كل طرقه وتحبه وتعبد الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك " ( تثنية 10 : 12 ).
توجد هنا كلمة " من كل نفسك " مرة أخرى.
آخرون يقولون، " سوف أخدم الله في وقت الفراغ".
يبدو الأمر و كأنني أمتلك كعكة – إذ توجد لدي حياتي الاجتماعية، وحياتي العملية .... – وهكذا يبدو الأمر و كأن حياتك الروحية هي جزء من الكعكة. خطأ. إن الله يريد أن تكون الكعكة بأكملها تحت سيطرته.
توجد اسطورة تقول إنه باستطاعتك أن تفعل كل ما تريد، وتمتلك كل ما تريد، لكنك في الواقع لا تستطيع. ينبغي عليك أن تعطي الكل لله. انظر للآية التالية: " لا يقدر أحد أن يخدم سيدين. لأنه إما أن يُبغض الواحد ويحب الآخر أ ويُلازم الواحد ويحتقر الآخر". إنه لا يقول " لا يجب عليكم" أن تخدموا الله و المال – لكنه يقول " لا تقدرون " أن تخدموا الله والمال. فمن المستحيل أن تكون لديك أوليتان في حياتك. سوف يكون لديك دائماً رقم 1 وسوف يكون كل شيء آخر رقم 2 ، 3 ... لا يمكن أن يكون لديك أولويتان .
والآن توجد أشياء كثيرة إلى جانب المال يمكنها بالتأكيد أن تبعد الله عن المكانة الأولى في حياتك. يمكن للعمل ، الرياضة، الهوايات، الأصدقاء... حتى عائلتك يمكنها أن تبعد الله عن المكانة الأولى في حياتك. لذلك فإن السؤال المهم هنا هو " من ستكون له المكانة الأولى في حياتك؟ " هل سيكون الهدف الأول في حياتك هو بناء مستقبلك المهني، تنشئة أسرتك أو الحفاظ على صحة جيدة؟ كل هذه الأشياء جيدة وجميعها صادرة من الله. كما أن الله يوافق على كل منها، عدا أن تكون في المكانة الأولى. فإن الله يقول، " لا يكن لك آلهة أخرى أمامي". فكل ما يأخذ المكانة الأولى في حياتك يُعتبر إلهك. وفي كل مرة يكون لديك شيء رقم 1 في حياتك عدا الله، فذلك يُدعى وثناً. الله يقول، " ذلك خطأ، أريد أن أكون رقم 1 في حياتك قبل أي شيء آخر، وسوف أرجع الأمور إلى نصابها الصحيح".
لقد ورد في الكتاب المقدس ما يوضح هذا الأمر. كان يسوع يتجول في شوارع أورشليم وكان هناك رجل سائر فقال له يسوع، "اتبعني" فقال له الرجل، " حسناً، أتبعك، لكن اسمح لي أولاً يا رب أن أذهب للاهتمام ببعض الأمور التي يجب علي الاهتمام بها". إن تلك العبارة الصغيرة هنا – " اسمح لي أولاً يا رب " متناقضة. لا يمكنك أن تقول " يا رب " و " أنا أولاً " في نفس الوقت. لذلك ينبغي عليك أن تقرر من الذي سيكون رباً في حياتك – أنت أم الله؟
دعني أطرح عليك سؤالاً شخصياً جداً – أين تقول لله في حياتك، " أنا أولاً"؟. أين تقول، " سوف أعيش لك يا رب، لكن اسمح لي أولاً أن أبحث عن شخص لأتزوجه... أن أنهي دراستي و أحقق الاستقلال المادي... لكن الله يقول، " لو لم أكن الأول، لن تكون أي من تلك الأمور في نصابها الصحيح".
وحكى يسوع قصة؛ فقال، " يشبه الأمر ملكاً صنع وليمة عظيمة ودعا الجميع لحضور هذه الوليمة الرائعة. وقال إن الناس بدأوا يقدمون أعذاراً " فهو يقول هنا " فابتدأ الجميع برأي واحد يستعفون " ( لوقا 14 : 15 ). قال الأول، " إنني اشتريت حقلاً و أنا مضطر أن أخرج و أنظره – أسألك أن تعفيني ". و قال آخر، " إني تزوجت بامرأة فلذلك لا أقدر أ ن أجيء ".