حين تصفر الرياح وتهطل الثلوج .. يحين موعد قدومي فيما بينكم ..
إنه عيد ميلادي .. كل الأعوام تُقيمون أعيادا واحتفالات على شرفي ..
وفي هذا العام ستتكرر تلك الإحتفالات وفيها تقومون بشراء كثير من الأشياء .
معظم الناس لا يتكلمون سوى بالتحضيرات لليوم المُنتظر ...
القليل منهم يفكر بجوهر ميلادي وهو حضوري ووجودي بينكم ...
في هذا اليوم تُقام الولائم وتوزع الهدايا ..
في يوم حضرت وليمة الميلاد .. كان منَ المَفروض أن أكون ضيف شرف .. ولكن كنت الضيف المُهمل ..
لم يشعر أحد بوجودي وَجلَ اهتمام الناس كان مُنصباً على المآكل والملبس ... أنا الذي كنت أتمنى أن أكونَ مع أو بينَ الناس على المائدة .
وعند مُنتصف الليل .. إذ بِرَجل كهل وسمين يرتدي اللباس الاحمر له لحية كثيفة بدأ يصرخ ويغني . فاتجه الناس نحوه وكأن العيد عيدهُ . أما أنا فقد بقيتُ في الزاوية وحدي .
ثم بدأ الجميع بتبادل الهدايا والقِبَل . اقتربتُ لأرى هدية ً تَخُصني .. ولكن كالعادة نُسيتُ هذهِ المرةُ أ يضاً ...
شعورٌ غريب وحزين .. شعرتُ بِهِ ...ماذا تشعرون.. إذا في يوم عيد ميلادكم.. لم تحصلوا على هدية ؟..
فأنا المُحتَفَل بِعيده ولم تصلني أية هدية .. لأنني لم أكن مَحسوباً في الحفلة .. لأنَ لا قيمة لي عندهم .....
بهدوء وبدون ضجة .. أغلقت الباب وذهبت ...
كل عام هو أسوأ مِنَ الآخر .. الأشخاص يفكِرون فقط بالحفلات والهدايا ولكن لا أحد يفكر بي ...
أتمنى في عيد الميلاد هذا .. أن تَسمحوا لي أن أدخل َ حياتكم .... فمنذَ أكثر مِن ألفي عام أرسلني أبي لأجلكم كي اُعطيكم حياتي على الصليب كي تَخلصوا من خطاياكم .. فعندما رُفعتُ على خشب الصليب كنتم جميعاً من المدعوين إلى وليمتي السماوية .
اليوم أتمنى بكل بساطة أن تُعطوني أهمية أكبر في قلوبكم ... إني أدعوكم كل يوم إلى مائدتي .. إلى حفلتي ...
مُتمنياً أن تُلبوا الدعوة .. أنا بانتظاركم ....