تأمل جرحي ينزف .....
أرش عليه الملح ليتخثر.....
يموت...
يولد من جديد بركان ألم.....
أهرب من جدران غرفتي الموحشة كقبر....
أتسكع في شوارع المدينة وحيدة......
أبحث عن صدى ذكريات عتيقة ....
عن وجوه تحمل ملامح أليفة...
أرى الموت يرتسم في كل الوجوه...
أغرق نفسي في ضجيج المدينة هرباً من هدوء الإحتضار.......
فيخنقني زعيق السيارات وأصوات الباعة المتجولين..
وتحاصرني بيوت الحارات كفأر أمسك في مصيدة...
أمد يدي إلى أضواء المدينة..
أحاول اختلاس جرعة نور تضئ ظلمة أيامي ...
فتبخل عليِّ المدينة بأنوارها.. وأبقى وحيدة في الظلام...
أتسكع في الشوارع وحيدة ...
أتأمل كل المارين ....
أتسول من العيون جرعة حنان ...
فلتقيني العيون خارجاً وتغلق الباب في وجهي...
منفية أنا في مدينة الموت ..
وحيدة ... مسجونة داخل جسدي ..
ليس من فضاءات أحلق فيها ...
ليس من أفق أرتحل إلى مداه...
محاصرة بين جدران باردة.... وقلوب إرتحل عنها الحب..
أتسكع وحيدة متهاوية تحت ثقل صليب أحزاني...
أسير وعيوني تتطلع بشوق إلى الجلجلة ....
هناك النهاية... والخلاص....
أقبل يدي جلادي ...
وأتضرع لبيلاطس كي يطلق حكم موتي... ثم يغسل يديه
أعانق صليب موتي بشغف..
واستقبل المسامير بلوعة مشتاق ..
وقبل أن ارتحل .. أرفع وجهي إلى السماء وأصلي
" أغفر لهم يا أبت لأنهم لم يدروا ما فعلوا بي"